الفلنتاين الحقيقي .. بقلم رائدة الطويل

ما أن خرجت من باب المصعد حتى سمعت صرخة تدوي من داخل مختبر التحاليل الطبية .. وعندما دخلت المختبر وجدت سيدة أربعينية ترتمي في حضن زوجها وهي في حالة بكاء شديد بسبب “إبرة الشريان” التي أصابت أعصابها فسببت ألما مبرحا و حادا لم تحتمله .. لم أشعر بالم السيدة من وصف فنيي المختبر لتفاصيل الألم بعد أن تجمعوا على صراخها .. وإنما لأنني جربت ألم إبرة الشريان سابقا .. تعاطفت معها كثيرا .. ربما أكثر من زوجها الذي أخذ يمسح دموعها حينا .. ويبدي بابتسامته المغفرة لفنية المختبر التي كانت تنتظر بخوف ردة فعله العنيفة حينا آخر .. لم يعبأ الزوج ب”الرجال” الذين سمعوا صراخ زوجته .. ولا بردة فعل زوجته العفوية حينما احتضنته وبكت كطفلة .. ولا بسخرية بعض “المتأخرين” الذين لاموها بأنه كان عليها أن تكون اكثر تماسكا وصلابة واتزانا .. 
خرج الزوج من المختبر محتضنا لزوجته ومواسيا لها .. بينما انهالت حسرات النساء اللاتي كن في المختبر وشهدن الموقف “الرومنسي”:
– يا حسرتي .. لا زوج ولا أب ولا أخ ..
– ناسية ايمتا اخر مرة حضني فيها المحترم ..
– وين جنابه ييجي يتعلم الرومانسية .. 
أما أنا .. 
– والله هذه الرحمة والخلق هما من يدخلاننا الجنة .. لا الشرف الزائف .. والعادات الكاذبة .. والغيرة الوصولية ..

المزيد من اعمال الطويل