آخر اللحظات / عائشة حطاب

 

آخر اللحظات
سحبت نفسها مثل نفس هادئ
أخذت آخر بريق من حطب الشمع
اتخذت طريقا بطيئا
في آخر قناطر الليل
لم يعد في المحطة طريق
كل الأشياء رحلت
رحل كل حلم نام بجفنها

تدور بالنسيان
تدور
وقفت هنا في غربة الأبواب
تحيط بقلبها
عصافير الريح
وأشجار اللهفة
كانت كل الدنيا هنا
كساقية الطل
كان الصبح ثوب حرير
يتراقص لمواعيد الشمس
هنا ثياب تعبت
من فتح قلبها للزينة القديمة
هنا ذاب كمون العشق
المألوف للدنيا
….

مسحت بيد حزنها
هموم الجدران
أخفضت ضوء العطر
المبحر في الأيام
ووقفت بعلم الدمع
تسرح شعر الذاكرة التي
خضعت لمشط الشيب
تدور في أعماقها
تدور
برائحة الليل
يترنح الحزن فيها كغبار الأزل
تدور
كالطير الذي اجتاز صمت الريح
وتاريخ الدنيا
رجعت من الرؤيا
لبست نفس
الثياب القديمة
التي بكت أمام هسيس القلب
لم يسترح النسيان
هنا
صنع دهرا
من الأغنيات
من أين يأتي الشوق؟
من غابات الصمت
كاليتيم يقف بالقلب

في دوحة البحر
وفي منتصف البر
تراقصت
كالكفيفة في غمرة الروح
يا جلال الطين
خطوط مشيتها
تتوضأ في الأيام
كل دوران فيها ارتبك
أعطى غفوة عين
نامت في خبايا الربيع القديم
يتطاير العمر في العشق
يلبس
ضلوع اللوعة
ويسافر إلى غابات المطر
لم تبق
غير لمسة تقطع دمعها
على خد زمن آخر

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

حدثيني يا جدتي – جهاد قراعين

جهاد قراعين في ظلول فلولها مني بدأت أصول وأجول واتؤول مني أتسول حديثها حدثيني جدتي عن فلسطين أسدلت جفنيها بذبول فترقرق الدمع كلؤلئتين انساب كحلها بذهول على الخدين كبتول حدثتني عن صباها

%d bloggers like this: