كالنجوم .. شعر : سالم غزال
سفانة بنت ابن الشاطئ
26 نونبر، 2020
تونس, شعر
386 Views
ما ضَّر لو قلتُ في الأصحاب ما أجدُ
ولا جُــنـاح إذا مـــن حـوضـهم نــردُ
ولا مـنـاص مــن الـحـمد لـذي نـعمٍ
و لا مــن الـمـدح بــدٌّ دونــه الـعَـرد
يـا سـامعَ الـقول نـبئني عـنَ أربـعة
هـــم كـالـنـجوم و كـالأفـلاك تـتـقد
بــأيـهـم يــقـتـدِ الـحـيـرانُ يــحـرزه
هـــديٌ وفـــوزٌ وتـبـيـانٌ فــلا حَـيـد ُ
حـفُّـوا بـخـير صـنـيع الله مُـذ عـرفوا
هديَ السبيل، فهم من نوره اتقدوا
ذبُّـوا عن الدين و الإسلام ما نكصوا
مــا غـرهـم بــارقُ الامــوالِ والـولـدُ
هــلا خَـبـرتَ صـفـاتِ الـزُّهـرِ أربـعةً
فــان تـحـيرت فَـهْـمًا دونــك الـمـددُ
وبــالـلـسـان لــذكـراهـم حــلاوتــه
و كـالرحيق جـنًى، في ذكرهم أجد
هــم الأزاهــرُ، صِـديـقٌ وهــم عـمرُ
فـاروقُـنـا لاسـمـه الأعــداء تـنـكمد
هــم الـحَـيِيُّ وذو الـنـورين ثـالـثُهم
وهــم عـليٌّ، فـذاك الـبُهْمةُ الأسـد
فــأولٌ صـاحـبٌ فــي الـغـار مـؤتمَن
عـلـى الـنـبي ، مـن الأعـداء يـرتعد
ولاحـقٌ مُـلهمٌ فـي الـعدل مـوعظةٌ
بـفـتـحـه دالـــتِ الأمــصـار والـبـلـد
وثــالـثٌ تـسـتـحي مــنـه مـلائـكـةٌ
وإنَّ عـثـمانَ يــوم الـعُـسرة الـمدد ُ
ورابــعٌ ، حـيـدرُ الـكـرَّارُ، أشـجـعهم
زوجُ الـبتول، فـهذا الـفخر إن مَـجدوا
صـحـابة ً ، إخــوةً ،كـانـوا وقـائدَهم
فــــإن تـبـايـنت الآراء مـــا ابـتـعـدوا
لـنـصرة الـديـن كــلٌّ ســل قـاطـعَه
ورايــةَ الـحق والإسـلام قـد عـقدوا
الـصدق مـنطقهم والـعدل سيرتهم
مـوحِّـدون، فـهم لـلحق مـا جـحدوا
مــات الـنـبي رضـيًّـا عــن صـحـابته
بـشراهُم اليوم بالمرضاة قد سعدوا
إلـى الـرفيق سـما والـدين مـكتملٌ
مـا هـدَّهم لإقـامِ الـصرح ما افتقدوا
تـكـلـفوا الأمـــر فـالـصـديق أولـهـم
رد الـــذي ارتـــدَّ والأنــحـاء تـبـتـعد
ثــم لـهـا عـمـر الـفـاروق ، لاحـقُـه
قــد أدَّب الـفـرسَ فـالنيران تـنْخمد ُ
فـكـانت الـطعنة ُ الـعمياء ُمـن غُـدَرٍ
رزيَّـــــة ً مــالــهـا حـــــدٌّ ولا أمــــدُ
وآلـــتِ الــرايـة الــغـرَّاء عـــن قــدرٍ
الــى الـحَـييِّ جــزاه الـواحد الأحـد
فـكـان لـيْـنًا فـضـيلاً ســار سـيـرتَه
لـكـنْ تـحـرَّشه الـغوغاء قـد حـقدوا
فـقـتَّـلوه جــزاهـم ربُّــهـم، وجــزى
عـثـمانَ عـنَّـا مـن الـنعماء مـا يـعد ُ
ثــم اسـتوت لأبـي الـليثين حـيدرة
فـخاصموه ومـا كـاسوا ومـا رشـدوا
ومـات مـن طـعنة كـالصاحبين ، لـه
مـــن رحـمـة الله شـؤبـوب ومـبـتَردُ
أحبهم ، والذي في القلب خشيتُه،
وحـقِّ مـن نـحوه العُبَّاد قد سجدوا،
يا ربُّ فاجمع لهم في يوم محشرنا
في مثل ما اجتمعتْ للمعصمين يدُ
Like this:
Like Loading...
Related