فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا .. المعتمد بن عباد
عبدالرحمن ريماوي
7 سبتمبر، 2019
شعر من التاريخ
626 زيارة
فيما مَضى كُنتَ بِالأَعيادِ مَسرورا
فَساءَكَ العيدُ في أَغماتَ مَأسورا
تَرى بَناتكَ في الأَطمارِ جائِعَةً
يَغزِلنَ لِلناسِ ما يَملِكنَ قَطميراً
بَرَزنَ نَحوَكَ لِلتَسليمِ خاشِعَةً
أَبصارُهُنَّ حَسراتٍ مَكاسيرا
يَطأنَ في الطين وَالأَقدامُ حافيَةٌ
كَأَنَّها لَم تَطأ مِسكاً وَكافورا
لا خَدَّ إِلّا تَشكّى الجَدبَ ظاهِرهُ
وَلَيسَ إِلّا مَعَ الأَنفاسِ مَمطورا
أَفطَرتَ في العيدِ لا عادَت إِساءَتُهُ
فَكانَ فِطرُكَ لِلأكبادِ تَفطيرا
قَد كانَ دَهرُكَ إِن تأمُرهُ مُمتَثِلاً
فَرَدّكَ الدَهرُ مَنهيّاً وَمأمورا
مَن باتَ بَعدَكَ في مُلكٍ يُسرُّ بِهِ
فَإِنَّما باتَ بِالأَحلامِ مَغرورا
مناسبة القصيدة فهي
اشتبك المعتمد بن عباد حاكم اشبيلية في قتال مع المرباطين وقائدها يوسف بن تاشفين وهزم ثم اقتيد هو وزوجته وبناته الى سجن أغمات في المغرب فانقلب عزه الى أسر وفقر حتى اشتغلت بناته بالحياكة و الغزل لكي يحصلن على قوت يومهن وجاءه العيد و هو على هذه الحال وساءه منظر بناته بأسمال بالية في يوم العيد انظارهن منكسرة من الذل و الحاجة بعد بذخ الملك ورفاه الملبس فقال قصيدة لخصت حكمته في الحياة ولخصة تجربته بكل ما فيها من تقلبات
Related