صــــورة – وسيلة أمين سامي

صــــورة

قصة قصيرة :

وقفت تنتظره وسط الحشود والشوق يئن في شرايين الانتظار يكاد يرديها، والخوف بأوصاب الرجا يجس نبضها الملتاع .
إنتصف المساء ، توارى القمر خلف وهاد الغيوم .
الريح تعبث بثوبها الطويل بملل .
بدأت مواكب استقبال الأسرى المحررين .
طفقت تتأمل الوجوه علها ترى حبيبها الذي حجبه الأسر عنها خمسة عشر عاما .
تعالت الزغاريد فتزينت الأجواء بفرحة اللقاء .
أخذت تمني النفس بمرأى أسيرها ، مدلهة من أخمص الجوى حتى ذؤابة الوله ، ،تغالب زفرات دموعها ، تراود همسات رطاب أريقت في شغافها .
طال انتظارها .. لم تر وجهه بين الوجوه .
أخرجت من حقيبة يدها صورة
التقطت لهما قبل اعتقاله في حديقة منزلهما وبجانبهما ابنهما ذو السبعة أعوام .
الذي صار أثرا بعد عين بمن فيه في قصف غاشم .
في حالة من متلازمة العشق والفراق
أخذت تسري نفسها بتلك الصورة ، سُلب منها الكلام لتتحدث الصورة تُسمعها ضجيج تفاصيلها .
سمعت طرق الأحباب على باب المنزل ووقع خطاهم و( لمة ) يتخلل الدفء ساعاتها ..وعلى حين تماه فَنِيت روحها في تجليات الصورة مغسولة برائحة الزيتون والزعتر .

تعالت قهقهات صغيرهما جَوُابة مرافئ الروح وأشرق مرحه ليداعب نبض القلب .. ( ماما )
كم كان ذاك النداء يغسل أوجاع العمر
لكنه رحل دون عودة.
لتحسو وجع القهر الأجاج .
احتضنت الصورة .
عادت نظراتها تحدق في الطريق علها تراه .
إستأثر بها اليأس ، حتى كاد يغشى عليها
أيقنت أنها لن ترى (زياد) .
وإذ به يظهر بين الجموع ..يقترب شيئا فشيئا
بملامحه السمراء ..وقامته الفارعة
ناداها :
ـ (داليا ) .
إلتقيا .. إشتم غدائر صمتها ، ذاق نواضر لوعتها .

قفز قلبها فرحا بقدر انتظار خمسة عشر عاما
ورغبة عارمة تجتاح كيانها بأن تلقي برأسها المتعب في أحضانه لتتنفس أخيرا فرحا وأمانا .
بدا شاحبا ، عمره الهارب في أقبية الأسر قد خط خصلات كرباته على مفرقه . غزة تتصبب مسك شهيد
توقد ميلادا للنصر
قصة قصيرة :
..((صــــورة ))..

وقفت تنتظره وسط الحشود والشوق يئن في شرايين الانتظار يكاد يرديها، والخوف بأوصاب الرجا يجس نبضها الملتاع .
إنتصف المساء ، توارى القمر خلف وهاد الغيوم .
الريح تعبث بثوبها الطويل بملل .
بدأت مواكب استقبال الأسرى المحررين .
طفقت تتأمل الوجوه علها ترى حبيبها الذي حجبه الأسر عنها خمسة عشر عاما .
تعالت الزغاريد فتزينت الأجواء بفرحة اللقاء .
أخذت تمني النفس بمرأى أسيرها ، مدلهة من أخمص الجوى حتى ذؤابة الوله ، ،تغالب زفرات دموعها ، تراود همسات رطاب أريقت في شغافها .
طال انتظارها .. لم تر وجهه بين الوجوه .
أخرجت من حقيبة يدها صورة
التقطت لهما قبل اعتقاله في حديقة منزلهما وبجانبهما ابنهما ذو السبعة أعوام .
الذي صار أثرا بعد عين بمن فيه في قصف غاشم .
في حالة من متلازمة العشق والفراق
أخذت تسري نفسها بتلك الصورة ، سُلب منها الكلام لتتحدث الصورة تُسمعها ضجيج تفاصيلها .
سمعت طرق الأحباب على باب المنزل ووقع خطاهم و( لمة ) يتخلل الدفء ساعاتها ..وعلى حين تماه فَنِيت روحها في تجليات الصورة مغسولة برائحة الزيتون والزعتر .

تعالت قهقهات صغيرهما جَوُابة مرافئ الروح وأشرق مرحه ليداعب نبض القلب .. ( ماما )
كم كان ذاك النداء يغسل أوجاع العمر
لكنه رحل دون عودة.
لتحسو وجع القهر الأجاج .
احتضنت الصورة .
عادت نظراتها تحدق في الطريق علها تراه .
إستأثر بها اليأس ، حتى كاد يغشى عليها
أيقنت أنها لن ترى (زياد) .
وإذ به يظهر بين الجموع ..يقترب شيئا فشيئا
بملامحه السمراء ..وقامته الفارعة
ناداها :
ـ (داليا ) .
إلتقيا .. إشتم غدائر صمتها ، ذاق نواضر لوعتها .

قفز قلبها فرحا بقدر انتظار خمسة عشر عاما
ورغبة عارمة تجتاح كيانها بأن تلقي برأسها المتعب في أحضانه لتتنفس أخيرا فرحا وأمانا .
بدا شاحبا ، عمره الهارب في أقبية الأسر قد خط خصلات كرباته على مفرقه .
لكنه مازال صامدا ..شامخا كما عهدته
ارتمت في حضنه وأجهشت بالبكاء .
أرته الصورة وقالت بأسى :
ـ كل مافيها أصبح أثرا بعد عين..ليتنا نستطيع إيقاف الزمن كما تفعل الصورة .
ـ (لا عليك كله فدا الوطن )
نحن نفعل أكثر مما تفعل الصورة نحن سنعيد لذاك الزمن روحه وألقه .
ابتسم ابتسامته الحانية .
نثرت عليه الورد والملح
بطلا ودعته بهما واستقبلته .
لكنه مازال صامدا ..شامخا كما عهدته
ارتمت في حضنه وأجهشت بالبكاء .
أرته الصورة وقالت بأسى :
ـ كل مافيها أصبح أثرا بعد عين..ليتنا نستطيع إيقاف الزمن كما تفعل الصورة .
ـ (لا عليك كله فدا الوطن )
نحن نفعل أكثر مما تفعل الصورة نحن سنعيد لذاك الزمن روحه وألقه .
ابتسم ابتسامته الحانية .
نثرت عليه الورد والملح
بطلا ودعته بهما واستقبلته .

صــــورة – وسيلة أمين سامي

About Abdulrahman AlRimawi

Check Also

نقطة تفتيش – د. ميسون حنا

نقطة تفتيش قصة قصيرة بقلم د ميسون حنا ضباب يحجب الرؤية. الأجساد متراصة، الناس يتقدمون بخطوات وئيدة، أراد الغشيم أن يحث خطاه، لا مجال

تنويه تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.

%d bloggers like this: