عبدالرحمن ريماوي 28 نونبر، 2020اقلامالتعليقات على روبن هود الأردني / قمر النابلسي مغلقة531 Views
مذ كنّا صغاراً وحتى الآن والسؤال نفسه يُطرح على الأطفال في مختلف الأعمار , من تريد أن تكون عندما تكبر ؟ وغالباً ما تكونالإجابات مفاجئة , مدهشة,وغالباً مضحكة, حيث معظم الإجابات لهؤلاء الصغار تكونمتأثرة بالشخصيات الكرتونية, من أبطال وبطلات افلام الأطفال, ولا نستطيع أن ننكر تأثُرنا صغاراً بتلك الشخصيات وكم حلمنا بها,كم أبكتنا وأضحكتنا, البعض تخيّل نفسه سوبرمان أو الرجل العنكبوت متسلقاً على الجدران ,أو كابتن ماجد هدّاف الفريق, والفتيات حلمن بأنهنسندريلا الجميلة الشقراء التي حظيت بالأمير رغم أنف زوجة أبيها الشريرة, أو بياض الثلج التي ظن الجميع أنها ماتت من قضمة التفاحة السّامة وإذا بها في نهاية القصة بعربة جميلة تجرها خيول بيضاء بجانب الأمير.
صدقاً لا أذكر جوابي وأنا صغيرة على هذا السؤال,ولكن لو قدّر لي أن أختار الآن ماذا أريد أن أكون لأخترتدون تفكير: روبن هود,تلك الشخصية التي شاهدناها كثيراً من خلال الرسوم المتحركة والعديد من الأفلام, روبن هود شخصية انجليزية برزت في الفلكلور الإنجليزي تمثل فارساً شجاعاً مهذباً طائشاً (خارج عن القانون في نظر الفاسدين,نصير الفقراء في نظر العامة)عاش في العصور الوسطى ,كان يتمتع ببراعة مذهلة في رشق السهام وركوب الخيل, يقوم بسرقة الفاسدين من أجل إطعام الفقراء, حيث كان روبن هود مع مجموعة من الرجال الأقوياء الأشدّاء يحاربون الظلم والطغيان ومعظمهم من الطبقة المتوسطة هدفهم محاربة الفساد والقمع والظلم.
بداية سأجمع حولي مجموعة من محبي الوطن الحريصون عليه الخائفون على مستقبله,الموجوعون من الفقر والجوع الذي قَرَص بطن الوطن,سنبدأبالفاسدين الذين نهبوا الخيرات والمقدرات, الذين نعرفهم بالأسماء,ونعرف جميعاًصفقاتهم المشبوهة,كيف جمعوا ملاينهم من أفواه الجياع, أولئك الذين خانوا الله وخانوا الوطن متسببين بمديونية يأكلون ثمارها ويدفع ثمنها الفقير.
روبن هود بقناعه الأسود الحل في زمن اختفت فيه الحلول! في زمن لا يوجد فيه دليل لإدانتهم رغم الأدلة التي تغطي عين الشمس, في زمن يزداد الفاسدون ثرائاً ويزداد الوطن فقراً.
عندما نسترد أموال وخيرات الوطن المنهوبة, سأقف عند كل محطة وقود في زاوية مخفية,أرقبُ من جاء يملأ قنينة بالكاز, بالكاد يملك ثمنها ليرجع لأجساد كمشها البرد,لأمعاء خاوية علّه يبثّ بعض الدفء في الأوصال, اسبقه كما كان يفعل روبن هود لأضع صرة من مال الوطن المُسترد تجبر عثرته و تستر حاجته وتكفل حياة كريمة له ولأولاده في وطن كريم.
وبالقرب من كل حاوية قمامة سأرصد النابشين في الحاويات, والسيدات الجالسات بجانبها مع أطفالهن ينتظرون ما تجود به المركبات والمارة,حيث يكثرون الدعاء للمحسنين علّ المبلغ الممنوح يكفي وجبة عشاء,أمنحهم ما عزّ الحصول عليه, ما يحفظ كرامتهم,ويسد رمق أطفالهم ليناموا في أسّرتهم لا على الأرصفة وجنبات الطرقات.
عند كل إشارة ضوئية, بعدد الأطفال المشردين الذين يطرقون نوافذ المركبات ليبيعوا ما بأيديهم الصغيرة الباردة, بعيون متحجرة من قسوة الحياة ,سأحرص على حمل كل ما باستطاعتي من أموال الوطن المنهوبة,من أرصدة الفاسدينأنثرها كرامة وعزة على كل فقير محتاج في وطني,فما جاع فقير إلا بما مُتّع به فاسد..لك الله يا وطني .
تستنفزف أعصابنا ...وطاقاتنا ...وتموت بأعيننا كل بهجة أومت لنا بحضور ما ....الا أن هذا الصباح شق من فمي ابتسامة ....استغربها من حولي وقد اعتدوا وجومي وقلة كلامي