ذهني مشتت – محمد زينو شومان

ذهني مشتت
كتب محمد زينو شومان
لم أهز جذع السقف هز النخلة
فمن أين اساقطت علي الشكوك كالرطب؟
من أوقد النار تحت قدر شجوني
فراحت تغلي وتتبخر؟
ما لكم تنظرون إلي كآلة تفكر عني
وتستأثر بخصوصياتي وبملفي الأمني والمعيشي؟
هل يحتاج ميزاني بعد إلى معاصٍ إضافية؟
لا أدري ماذا أدخر لحياتي الباقية
بعدما استنفدت حياتي الفانية
لست مادة للسخرية أو للجشع وعض اليدين والرجلين
ما أنا سوى مخزن منهوب المحتويات
لم يبق من تباريحي ما يحق البيع أو الاستئجار
هواجسي نبتت أسنانها وأوشكت على المشي
لم تعد بحاجة إلى العناية الشخصية
تمردت علي المعاني العاصية والمطيعة
ألم يقل المعلم أبو عثمان الجاحظ إنها مطروحة
في الطريق؟
كيف أسترد شرفي الإبداعي وهيبتي وصولجاني؟
لا بأس
سلتي امتلأت.. لم تعد تسع الغيوم لوزنها الثقيل
ولا لقمح لواعجي ورقصة الثعبان وزوربا
لقد صارت شغل الشعراء الشاغل والعاطلين
عن الأمل
لا تمسكوا بقلمي من خناقه ولا بلحيتي
قد التهمت طموحي الفائض
وبقية كيس الطحين
لم أستول على ثروة باطنية مفاجئة
ولا على ثورة ضائعة ليس لها من أب شرعي
أخرجوني من وسط التظاهرة إخراج اللص
إلى سجن رومية المكتظ
لم أجد أمامي تفاؤلاََ معبداََ مضمون النتائج
جربه السابقون من قبل
يقال إن التفاؤل في العصر النيولبرالي
لم يعد صالحاََ للاستعمال
قد استهلكت ما استهلكت حتى عناصر الوجود
ربما انتهى دور الأحلام بانتهاء دور ساعي البريد
لا تنسوا أن الزمن المروض غدار
إن لم يجد ما يفترسه يفترس الضعفاء والمقصرين في المؤخرة
لا تسألوني عن علاج المبادئ والأحزاب والبواسير
إنه ليس من اختصاصي
فتشوا عن إسكاف متمرس
أما من طريق بديل؟
لست بدليل سياحي أو حزبي
ولا بمعرف في حملات الحج والعمرة
ولا بحارس للأعراف
دعوني الآن.. ذهني مشتت كبضاعة مسروقة
من الحوانيت والأكشاك
لبنان _ زفتا في 2024/3/16

About Abdulrahman AlRimawi

Check Also

في السلمِ أَو في الـحربِ أَنتِ الأُغنية – محمد مثقال الخضور

أَراكِ الآنَ رغمَ الـحربِ رغمَ تَذَمُّرِ الأَميالِ من عيني التي اجتازتْ مَفاصِلَها ورغمَ تَذَمُّرِ الـطرقاتِ من قلبي

%d bloggers like this: