التواضع والغرور.. بقلم دلال حداد

التواضع صفةٌ يتّصفُ بها الإنسان الذي يقدّر الآخرين أكثر من نفسه.قد يبدو لنا الأمر غير طبيعيّ لأنّ طبيعتنا البشريّة تتمرّد على هذا الأمر في صميم الأنا التي تعشّش في داخلنا.أمّاالغرور فهو الجانب السّلبي للإنسان وهو من الخطايا اللامتناهية التي يرتكبها:فالكذب وخيم ، والشهوة مهلكة، والنّميمة مقيتة ، أمّا الغرور فهدّامٌ . لكن ، متى يصاب الإنسان بالغرور؟ ببساطة عندما يملك بعض المواهب التي تجعله يزهو بنفسه أكثر ممّا يخدم ، متناسيًا أنّ عند الآخرين مواهب قد تفوق مواهبه وقدراته.هو يعتقد أنّه يملك العالم ، فيحلّق عاليًا وكأنّ الآخرين لا شيء أمامه كما الصّقر المعتدّ بنفسه فهو ملك السّماء وحارسها يحلّق متفاخرًامتباهيًا ويستمرّ في التّحليق حتى يسقط والسّقوط يدمّره بلا رحمة .وهنا لا بدّ لنا أن نتذكّر أنّ السنابل الملأى تنحني بتواضعٍ من ثقل حِملِها أمّا الفارغة منها فشامخة ، متعالية ومغرورة.
ما أعجب التّواضع ، وما أجمل إنكار الذّات والابتعاد عن كلّ مجدٍ وكبرياءٍ وعظمةٍ باطلة!!ما أبهى رداء الوداعة عندما ينشر عبير الصّلاح للّذين هم حولنا ، في وقتٍ انتشرَتْ فيه سموم الكبرياء والتّباهي ، ومحبّة الذّات والغرور!!

دلال حدّاد في ٢٠١٩/٠٣/٢٨

المزيد من اعمالها