ما عــادَ يُسْعِفُــني – الشاعر محمد سمحان
ما عــادَ يُسْعِفُــني صَبْــرٌ ولا جَـــلَدُ
وجَمْـــرَةُ القَهْــرِ في الأحْشْــاءِ تَتَّــقِدُ
وأكْتُمُ الْآهَ في رُوحِــي وفِي جَسَـدي
للهِ يا نَفْـــس كَــم ْأشْــقَى وكَـم أجِـــدُ
وهــاجِسُ الخُسْـرِ أقْصِــيهِ فَيَتَبَعـني
والحلْــمُ بالنّصْـــر أدْنِيـــهِ فَيَبْتَـــِعدُ
يا ربّ ما عـَــادَ سِـــراً ما أكَــــابِدُهُ
وقدْ تَعِبْــتُ وأضْــنَى عَيْشِيَ الكَبَـدُ
كأنَّــنِي ونُيــوبُ الدَّهــرِ تَنْهَُــشني
فريســة في الفَيافي اصْطادَها أسَدُ
وما سِوى المَوتِ ما أرْجُو لِيُنْقِذَني
أنْتَ المَــلاذُ وأنْتَ الغَــوْثُ والسّنَدُ
أمْسى وُرُودُ الرّدى يا ربّ أمْنِيتِةً
فَجُــدْ عليَّ وعجِّــلْ كالألى وَرَدوا
فامّـة العُرْبِ والإسـلامِ قدْ جَنَفَـتْ
ما عــادَ يَجْمَعُــها رأيٌ ومُعْــــتَقدُ
ذلّتْ وهانَتْ وباتَ الخُلْفُ ديْدَنها
وعاثَ فيها اخْتِلافُ الرأيِ والبَدَدُ
وباتَ يحْكُمُها الجُهَّـالُ فاحْتَرَبَـت
والكُـــلُّ فيها لذبْــحِ الكُــلِّ يَجْتَهدُ
والقدسُ في عُرفِهمْ صارتْ كأندلسٍ
وعن قتالِ بني صهيونَ قدْ قعَدُوا
يا ربّ خذْهم فقد عمَّتْ مفاسِدُهم
وهيْمَنَتْ فيهمُ الأمْراضُ والعُــقَدُ