عبدالرحمن ريماوي 22 دجنبر، 2019قراءالتعليقات على لا تنتظرني هذا المساء .. جهاد القراعيين مغلقة597 Views
لا تنتظرني هذا المساء ، سأحاول ان انهي روايتي واعود الى خبايا طفولتي ، واضع علامات التعجب والاستفهام ، واضع الفواصل ، بين كل سطر وسطر ، وفِي اخر كل سطر سأكون نقطة ربما نقطة الوداع ، وساغلق الباب خلفي خوفا من هبوب ريح الشوق ، وسأرحل بصمت دون فراق ، لانني ملتصقة بك ، في هذه النقطة سقط من قلمي سقف الشتاء وخيوط المطر تساقطت وتوتر لعاب ريقها المنهار من السماء ، عندما شوقي تقلب في مرقد الذكريات وحبل تعلقي بحنين انقطع ورقد في احدى زوايا الغياب ، فتواطأت بمواصلة الليل بالنهار وانا انسج معطف البكاء ، فما بكيت في روايتي لانني ممتلئة بك ، اكذب على مهجتي فأنا احبك اكثر ، حين غياب ، فما زلت اشعر بالهذام من موج البحر الذي يشبهني عندما يكون مجنونا غاضبا ، ولكن لست انا من يرحل كأوراق الخريف حتى تتعرى أغصان الشجر ، فما زلت اعلقك بأهداب روحي وحريرها كسنسال، لن أتخاذل سأكون كالورد ينحني امام سياط الريح وعوائه ولن اخاف من رعد او برق ، سيكون انحنائي احتجاجا على الريح العاتية ، أتباهى للحدث ،وسأترك أبخرة الماء تتصاعد حين تسطع الشمس بعد يوم عاصف بزمجرة الريح ، سأضع يدي بيد ندف الثلج ونغير طقوس التكوين ، سأدوس على فرامل الجليد بيننا ، هل ضاقت بِنَا الدنيا ، ام ضاقت بِنَا أماكننا ومعابدنا دون وعي منا ، ولكن نظرتي الثاقبة اجد الحب الذي بيننا يتسع ويتسع ويكبر ولا ظواهر الشيب غزته ولا شاخ ،بل ازداد بهاءا يوما بعد يوم ، كالقهوة ساعة غليان تتقلب تبدو كلون الليل العاصف الماطر ، وتنزوي وتبقى ظاهرة للعيان ، سيتردد صوتي خافتا في صدري .كما الشمس حين تتدحرج وتسطو على كبد السماء ، يلهث بي الزمن وأحث خطواتي على متابعة المسير وتغمرني سكرات الاوجاع ومرارتها ليدلف النسيان ويحرر عقلي من كوابيس سجن النسيان ، ولن تتعثر خطواتي بكوابيس الذكريات ، هنا ساقف مبهورة مبهوته بذهول المتمرد على نفسه ، انفث الاوهام لتقفز الأحلام بخطواتها المتواترة المترنحة قبل ان يمتقع لون وجه الوجع .
هنا في خفوت همسي ساقف على حافة الجرف السحيق ليرتعش مني الصوت وتنساب الدموع وترتمي على وسادتي لترتاح خلايا عقلها من ذكريات تشيح بنظرها الى السماء ، تتأمله بشكل متأرجح في صندوق الأمنيات . الى مسارب الحب الأزلي دون تغيير مسرى الغروب ، حتى لا تدمع القلوب على رمال شمس الأصيل وتومض العيون منادية عشاق الليل ، الا تمهلوا ، وتغيب غيوم الصمت بيننا ونهيم في صبابة الروح ، وتنقشع اكل شفة اللهفة دون ندم .
تعال لنرهق الحب في الفردوس في قدسية سنابل اللقاء في خيام اوتادها ملغومة الأحداث ، مثيرة تشبه رائحة يا سمين هارب من مآقي كفين لها طقوس شموع مخدرة الإدراك ، مشوشة في الاغماء ، ممزقة الهلع لنستمر في لغط غرفة مظلمة ، فلا لهاث من القدر ، بل سنغمض العينين بكل ثقل أصابعنا لنوقف السهاد المحتدم في شريط الذكريات وكفاي تنفران من بعضهما البعض في قلق ، في بهاء طلة الصمت في خشوع ، فالغياب موحش على حافة يقظة العمر ولهفته ، فالشوق يغتالني كلما نويت الرحيل ، كما في كل رواياتي لا اصل الى النهايات ولا اقسمها فصولا بل اعود الى نقطة البداية لانها الاجمل .