عمّان .. روان ابوزيد

ببابِكِ ألقتِ الدنيا الرِّكابا

وَجُزْتِ بلمحةِ البرقِ السّحابا

وَصيَّرَكِ الجمالُ لهُ إماماً

وعانَقْتِ العُلا باباً فبابا

تَجمَّعَتِ الشُّعوبُ على رُبانا

فكنْتِ الأمَّ تحْتضنُ الشّبابا

فيا أمَّ الجبالِ السِّبع مرْحى

ويا فخراً لمنْ عَشقوا الإيَابا

إلى واديكِ في فرحٍ خُذيني

لأعزِفَ في روابيكِ الرَّبابا

خذي عَيْني خذي شفتي خذيني

لأرتجلَ القصائدَ والكِتابا

لعلّي منْ صَدى الماضي أُغنّي

وأقبسُ منكِ مَوَّالَ العَتَابا

أحِبُّكِ ﻻ حدودَ تحُدُّ حبّي

وحبُّكِ صاغَ أنْغاماً عِذَابا

عروسَِ الرُّوحِ منكِ معينُ شِعري

على شَفتيَّ ينسكِبُ انْسِكابا

غَذَوْتِ جوارحي وسقيْتِ عُودي

ودَحْرجني الترابُ لهُ تُرابا

أحبُّكِ والهوى طِفلٌ برُوحي

وألقى بينَ أقداحي الشَّرابا

فكوني في خوابي العشْقِ كأساً

يُساقيني الهوى عَجباً عُجَابا

خُلِقْتِ قصيدةً بالسِّحْرِ ملآى

فضَوعي يا زُمرُّدتي مَلابا

سليني لنْ أريدُ سِواكِ حُبّاً

وقدْ طهَّرْتِ بالطُّهْرِ الإهَابا

فمَنْ إﻻكِ تعْشَقُها عيوني

فكوني أنتِ في ثَغري الجَوابا

فيا عمَّانُ قد سقَطَتْ ثُمَالى

أهازيجي وَمَزَّقَتِ الحِجَابا

بنيْتِ حضارةً وعلوْتِ مَجداً

وكنْتِ السَّيْلَ يَقتحمُ اليبابا

خذيني طفلةً نمَتِ انتشاءاً

وَمُدّي للسَّما العُليا القِبابا

أنا مَوّالُ آلآفِ الثّكالى

فمُدِّي أنتِ بالخيرِ الرِّحابا

خذيني واقبليني جئْتُ طيراً

يعيشُ بِيُتْمِهِ الدّامي اغترابا

فمِنْ شام العُلا قد جئْتُ حبواً

ومنْ بغدادُ ذقتْ الشَّهدَ صَابا

تقاسَمْنا الرّغيفَ رغيفَ جُوعي

وبدَّدْنا عن العاني المُصَابا

فهذي الرّوحُ قد صاحَتْ بروحي

عسى وَفَّيْتُ بالقوْلِ الخِطابا

المزيد من اعمالها

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

يا نخلةً في مروج الريف تعرفني – هاجر عمر

يا نخلةً في مروج الريف تعرفني قولي لهم إنني أنأى عن المدنِ ففي شوارعها زيفٌ يلوذ به خوفٌ،وفي بحرها موجٌ من الفتنِ

%d bloggers like this: