صرير المحنة
كنت ادور في شقتي كطائر فقد عُشة، تعرضت لأزمة، كادت أن تقضي علي قوة صمودي، أعاتب نفسي علي سرعة تهوري، أعاتبها أكثر على عدم الرضا بقضاء الله، فقدت قدرتي علي تجاوز كل هذا الحُنق بداخلي، خرجت الي شرفتي جلست عدة ساعات، ضاقت نفسي من كثرة لومها وجلدها بسياط الضمير.
قررت الخروج للهواء الطلق للخروج من كل هذا الصراع المستعر بداخلي.
اخذتني قدماي لعدة طرق وعدة ساعات، رجعت أدراجي لا أعلم من أين أتيت ولا أين ذهبت ؟!
ولا في اي الطرق كنت أسير؟!.
وأمام منزلي وجدت زفة العروسة التي تقطن شقة في نفس المنزل، يال حيرتي سوف انتظر في الشارع لحين صعودها شقتها، وكل هذا الجمع منعني من الدلوف الي المنزل .
أخذني الفضول أن أشاهد العروس كعادة كل النساء،
نزل العريس من عربة الزفة، واستدار يأخذ عروسته، عند خروجها من العربة داس علي طرف ثوبها دون قصد منه أثناء سيرهم، تمزق قليلاً. نعتته بألفاظ نابية، استدار وصفعها بيمناه على وجهها.
دَهَشّت ووضعت يدي على فمي مستنكرة أفعالهم.
احتد الجميع على بعضهم، وأصارت مشاجرة، تراشق الجميع بالالفاظ وبالأيادي. صمم أهل العروس أخذها معهم، بل وأخذُ كل محتويا الشقة في أقل من ساعة، أحضروا العربات، وانزلوا جميع ما في الشقة وتركوها خاوية تماما في سرعة البرق وكأنهم مبيتين النية واغتنموها فرصة .
حزنتُ علي هذا العُرس، وما آل إليه قدرهم.
نظر العريس إليهم متحسراً ثم تركهم ولم يحرك ساكناً وأنصرف وكأن العروسان كانا مغصوبين على هذا العرس.
أخرجتني هذه الحادثة عن كم الحُنق الذي كان بداخلي، ووجدتني اضحك ساخرة من قدري وقدرهم.
صعدت الي شقتي، سمعت صوت الزفة مرة أخرى. دُهشت، خرجت الى شرفتي، وقفوا عدة دقائق ينشدون كلمات فرح وسعادة، وأندمج صوت الزغاريت مع ما ينشدون، دخل العرسان المنزل، ظننتهم قد تراضوا.
بعد لحظات قليلة سمعت اصوات متضاربة مختلطة، صراخات مدوية مع بكاء ونحيب، هرولت على عجل استوضح الأمر، وجدت العروس تبكي بمرارة ناعية حظها، والعريس يجلس القرفساء منكس رأسة لأسفل بين ركبتيه وراحتيه فوقها.
سألت: ماذا حدث ثانيا؟!
ولكني دُهشت لأنهم مختلفين؟!
قال لي زويهم: لقد سُرقت شقتهم عن أخرها.
فاطمة مندي