صدفة..بقلم سلوى حماد
عبدالرحمن ريماوي
22 يناير، 2019
2-نثر, سلوى
356 Views
ذات صدفة
كنت عائدة
من مسرحية هزلية
كنت فيها يوماً أنا البطلة
وأياما كثيرة أنا البديلة
وكنت أنت مُتعباً
من سباق
للمسافات الطويلة
ووصلنا سوية لنقطة التلاقي
فاقتربنا ورسمنا في الأفق
تضاريس جديدة
وفي دنيا العشق عدونا
صعدنا وهبطنا
بكينا وضحكنا
وللقاء كنا دوماً نبحث عن وسيلة
تحدثنا كثيراً
فرطنا عقد الكلمات
وتخلصنا من كل الفواصل
وجلسنا نلملم الحروف
حرفاً حرفاً
ونصنع منها نغمات عشق جميلة
مازالت كلماتك حينها تسكنني
وسؤالك يرن في أذني
أين كنتِ يا حورية
وأي صدفة هذه التي أهدتني إياك
لتشقي ظلام ليلي
كبياض العين الكحيلة
لفحتني أنفاسك حينها برقة
كأنسام صباحية عليلة
وغبت في دوامة الدهشة
طوقتك بلهفتي وشوقي
وكنت في المشاعر حاتمية
وكنت لك من النساء قبيلة
ولكنك شرقي مسافر في دنيا التعب
تعشق أرصفة الرحيل
وتهوى متاهات الضياع
والمهام المستحيلة
فرحلت ذات صباح
أخذت معك كل العناوين
وحبست أحلامنا في حقيبة سفر
وتركت في القلب غصة
ودموعا تترنح في وجوم
وروحا مذبوحة عليلة
تركت نفسي لموج دهشتي
وضعت حتى الغرق
في متاهات خيبتي
تعمدت أن أغوص أكثر
لأتوه أكثر
علي أجد للنسيان سبيلاً
طوقت نفسي بسلسلة من الأسئلة
ماذا فعلت
وهل جزاء حبي له أن يرديني قتيلة؟!
ها قد عدت وحيداً
هل عدت لتعيد لعبة الصدفة معي
أم جئت لتلقي الأعذار على مسمعي؟!
ألق ِ بأوراق غربتك على طاولة انتظاري
دعني ابحث فيها عما تبقى مني
وانظر ها هنا ، في عينيّ
دعني اقرأ تفاصيل الغياب
وانك مازلت أنت
واني مازلت أنا
و الحب وحده من كسب الرهان
استحلفك بكل الآهات وكل الدموع
أن تحط رحالك في دمي
قبيل اشتعال الدماء و حرق الضلوع
تعال نمارس فينا اعترافا
بان الفراق محال محال
تعال نرمم فينا حطام الرؤى
ونغسل نزف الجروح بروح جميلة
تعال لنغزل خيط الضياء وشاحاً
نخبئ فيه أمانينا القليلة
****
Like this:
Like Loading...
Related