سلامٌ عليكَ يا ربيع / أسماء العمري

بينما تتعرض القناة الأردنية الأولى للحذف من قوائم أجهزة التلفزيون عند الكثيرين لأسباب مختلفة، يُعرضُ فيها مؤخراً مسلسل “عليوة والأيام” وهو عمل محليّ كوميديٌ إجتماعي درامي تم إنتاجه عام 1995، والعمل خالدٌ في أذهاننا جميعاً، تم نقده وتحليله عشرات المرات منذ إنطلاقه، ولكن الرؤية تختلف مع مرور الوقت وإتساع البقعة الخياراتيّة للمُشاهد حيثُ تُخضعُ ذوقهُ لمفاضلة قسرية في اللاوعي، مثل كرة مطاطية تتقافز بين الإعجاب والدهشة والخيبة والعادية المملة؛ حيثُ تميّز الإبداع بتجرد دون محاباة وتقدم للعقل ما هو جميل فقط؛ والجميل هنا بمعنى ذلك العمل الذي يلمسنا ونصدّقهُ بكل بساطة.ربيع شهاب ظهر لي اليوم والعائلة تتناول طعام الغداء بإبداعٍ لم أشاهدهُ من قبل في حلقة فاتني رقمها بينما كنت أطهو ولكن لم تفتني تلك العبقرية الجليّة في كلِ مشهدٍ يمر وطريقة أداءه له، إنه يدفعنا للضحك بنشوةٍ عارمة ويجعلنا ندخل بعد دقيقة في حالة بكاء، يبتسم فيرضينا برضى ملامحه في ختاميّة اللوحة ويرحل تاركاً فينا ذلك الشغف اللذيذ بإنتظار ما سيحدث.حضرني في ذات اللحظة مسلسل دراميّ بوليسيّ إجتماعيّ؛ مشتركٌ بأكثر من جنسية عُرض في رمضان المنقضي، وكانت تبدو في مشاهده ضخامةُ المبالغ التي دُفعت لإنتاجه وإخراجه لنا، لم أستطع تصديق أداءه في أكثر من ثُلثيه.سلامٌ عليكَ يا ربيع، فلم تكن الإمكانيات لك ولا الأجور لك ولا الإعلام لعبقريتك، ولكننا صدقناك، لمستنا وأضحكتنا، وبكينا معك.

بقلم أسماء العمري

 

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

لا ليلنا ليل ولا نهارنا نهار – فاطمة شريح

تستنفزف أعصابنا ...وطاقاتنا ...وتموت بأعيننا كل بهجة أومت لنا بحضور ما ....الا أن هذا الصباح شق من فمي ابتسامة ....استغربها من حولي وقد اعتدوا وجومي وقلة كلامي

%d bloggers like this: