حياة الإنسان فيها من الحزن الكثير الكثير ولن أنكر لحظات الفرح أيضا، لكنني هنا كي أكتب لكل المتعبين الذين ضاقت بهم الدنيا.. الذين يرون الحياة ما هي الى معان عديدة متمازجة بين الضغوطات والخيبات والصدمات.. الذين يتفاجأون بالآخرين ليختاروا الصمت المختلف الذي لن يدركه غيرهم أو من عاش ظروفهم. هناك أمور يصعب شرحها، ومشاعر يحال أن يفهمها الا من مر بها.. كشعور العجز مثلا الذي يجعلك تحتاج الآخر من أجل أن يساعدك بأبسط احتياجاتك… أيها المتعبون.. الذين يرون الحياة بلونها الأسود دوما.. لا يعرفون الأبيض وينكرون تواجد الرمادي.. رغم كل ما انتم به الآن وما مررتم به سابقا .. رغم لحظات الحزن التي طغت على كل فرح او سعادة في حياتكم.. عندما تأتيكم مشاكل الحياة ومتاعبها تذكروا جيدا أن ( الله أكبر).
الله أكبر من كل شيء، الله أكبر من كل حزن وألم وضعف.. من كل خيبة و تعب… تأتي عبارة الله أكبر وكأنها مواساة لك.. تشعر وانت تتأملها أنها ليست مجرد حروف بل وكأنها صديق يعانقك، يستمع لك، ينصحك، يربت على كتفيك ويخفف من حزنك… يقول لك : كل شيء سيكون بخير.. فالله أكبر… أكبر من كل ما يدور حولك.. ما يفرحك ويحزنك.. أكبر من غدر صديقك، وخيبة حبيبك، وطعنة قريبك.. هو أكبر من كل شيء.. ثق به.. توكل عليه.. امنح نفسك حق الراحة بأن تتعمق بفهم عبارة الله أكبر.. متى ما فهمتها وأيقنتها حق اليقين صدقني ستشعر أن كل شيء بخير.. ستدرك أن لا شيء يستحق الحزن ولا البكاء ولا الأسى. فالحياة قصيرة جدا.
عزيزي اليائس، الحياة لم تكن يوما ذات طابع واحد أو لون واحد.. صدقني لا يوجد أحد حياته بيضاء بشكل تام أو سوداء كليا.. الحياة رمادية.. رمادية بحته.. فيها خير وشر.. فيها نعم ونقم، فيها أصدقاء وفيها أعداء .. هناك الراحة وهناك التعب.فإياك أن تنشغل بأحزانك واهاتك ومشاكلك متناسيا ما لديك من نعم.. النعم كثيرة بدءا بقدرتك على النظر لهذه الحروف.. فهي نعمة يفتقدها غيرك والله.
رمادية الحياة هي حالة وسطية ببعض الدعم والأمل والراحة والتوكل على الله قد تميل إلى الأبيض.. وانت أيضا ببعض طرقك وتفكيرك ووساوس الشيطان والأصحاب قد تجعلها تميل إلى الأسود.. فالقرار لك والموضوع موضوع تأمل وإدراك.. موضوع ثقة بالله وتغيير زاوية النظر.. ولا تنس أن كل متوقع آت .. فتوقع الخير دوما .