حوار الطرشان
كنت أتساءل دوما لماذا حواراتنا تسير بهذه الوضعية الوضيعة!
فالمتابع للحوار الذي يدور بين الأفراد شخصيا أو على وسائل التواصل الإجتماعي أو في وسائل الاعلام حول القضايا المختلفة وفي شتى المجالات السياسة والإقتصادية والاجتماعية والفكرية يلمس خللا جوهريا واضحا فحوارهم في حقيقته كحوار الطرشان ،وبعد التفكر والعناء وجدت السبب فالسبب يكمن في غياب المرجعية الموحدة التي يحتكم اليها اطراف النقاش، فكيف لمن يحتكم لمرجعية من صنع البشر أن يفلح في حوار مع طرف يحتكم لمنهج ارتضاه رب البشر !! فهؤلاء لا يفهمون معنى «قال الله تعالى» بل يؤمنون بعبارة: قال فلان وقال علان !
#فنصيحتي:لا تهدروا أوقاتكم في نقاش عقيم لن يثمر مع أمثال هؤلاء، وإن أردتم الأجر فادعوهم لممارسة التفكير الناقد في حياتهم فما أحوج أمتنا للتأمل وللتفكير الناقد في نواحي الحياة التي نعيش !!!
فضعف التنشئة لدى الكثيرين وتقبلهم الأمور كما هي تكمن في اعتيادهم قبول اللا معقول وتصديقه لمجرد موافقته قول من يبجلونهم من أسيادهم وطواغيتهم ، فلم يعتادوا على التفكير الناقد في الأمور بالسؤال عن المصدر أو نقد المضمون أو حتى ابداء الرأي والمناقشة في حقيقته والتحقق من منطقيته ومعقوليته ،لذلك نرى كثيرا من التناقضات في حياة الفرد اذ أنه يتبنى رؤى ووجهات نظر الآخرين المتضاربة فتارة ينادي بالأمر وأخرى بضده والسبب أن أسياده كثر ولا يقوى الخروج عليهم بالتفكر في أقوالهم وأفعالهم .
فلنرتقي بحوارنا بإحتكامنا لمنهج الله ورسوله والله المستعان.
نجاح القرعان