ولد في نجد في عام 653 وتوفي في عام 728 ميلادي في خلافة عثمان بن عفان، سمي وادي الكليبية في نجد باسم قبيلة جرير الذي نشأ في عائلة مثقفة، حيث كان جده وأبوه وأخوه شعراء، كما أن ابنه بلال ورث عنه الشعر وأحفاده عمارة بن عقيل بن بلال والمغيرة بن حجناء بن نوح بن بلال بن جرير، ويعتبر جرير من أهم الشعراء العرب في فن المدح والهجاء، حيث كان يساجل شعراء قومه وهزم ثمانين شاعراً منهم ولم يقف أمامه سوى الفرزدق والأخطل.
نشأة الشاعر جرير
ولد جرير في الشهر السابع من حمل أمه التي رأت مناماً مزعجاً مما اضطرها الذهاب إلى العراق حتى تفسر هذه الرؤيا.
كان والده فقيراً، لكن جده أبو والدته الملقب بالخطفى حذيفة بن بدر من الأغنياء إذ كان يمتلك أعداد كبيرة من الجمال والغنم.
شعر الشاعر جرير
ترك شعر جرير أثراً كبيراً في نفوس قبيلته، حتى أن الخليفة المنصور رفض الزواج بأخت هشام بن عمرو التغلبي وذلك لبيت شعر قاله جرير وهو:
لا تطلبنّ خؤّولة في تغلب
فالزنج أكرم منهم أخوالا
حيث قال الخليفة المنصور: فأخاف أن تلد لي ولدا فيعبر بهذا البيت.
كان جرير يحكم على شعر الشعراء أنذاك ويقيمه، حيث قال راعي النميري (خصم جرير): الإنس والجن لو اجتمعت ما أغنوا فيه شيئاً.
كما قال أحد علماء العرب أبو مهدي الباهلي: لا يزال الشعراء موقوفين يوم القيامة حتى يجيء جرير فيحكم بينهم.
تعتبر القصيدة التي أثري فيها جرير زوجته من أعظم المراثي العربية، واحتوت هذه القصيدة على شعور الجرير بالحزن الشديد بسبب فراق زوجته والعادات والتقاليد التي فرضت عليه، ومن بعض أبياتها:
وقد عرف شعر جرير بتعدد المواضيع والأغراض الشعرية، وتميز بقدرته على اختيار الألفاظ، ومتانة النسج، والجزل وجمال العبارات، وتتجلي كل هذه الأمور بشكل خاص في أشعار الغزل التي لا تخلو من العاطفة الصادقة باستخدام تعابير ومفردات رقيقة ولينة جعلت شعره يتناقل عبر العصور والأجيال حتى يومنا هذا.