ثلاث أمهات لقلب وحيد
بقلم الشاعر مصطفى مطر
في باطِنِ الألمِ الخفيِّ مُصابُ
خشِنَت دقائِقُهُ فكيف يُعابُ
في كفِّهِ اجتمعَت فواجعُ أهلِهِ
وسؤالُهُ مِن هولِهِ يرتابُ
يصفرُّ عودُ الوقتِ فيهِ ولا يرى
أثرًا لمَن تركوا المكانَ وغابوا
يَبكي.. فينمو ياسمينُ رثائِهِ
قلِقًا تُومِّنُهُ رُبًى وقِبابُ
يَبكي ويخترعُ الحنينَ بُحيرةً
دمعيّةً من حرفِهِ تنسابُ
ما مرَّ طيرٌ في حدائقِ حزنِهِ
إلّا شَدا وكأنّهُ زريابُ
فصلٌ من السّفرِ الذّبيحِ يَنوحُهُ
فتموتُ من زَلزالِهِ الأعصابُ
فصلٌ يُؤرجِحُ عاشِقَينِ تفرَّقَا
وتمنّعَت.. لم تُفتَحِ الأبوابُ
للأُمِّ والأيّامُ تفجعُ قلبَها
فرَحٌ تحلَّقَ حولَهُ الأحبابُ
وحيًا تَراهُ ولا يخونُ لأنَّها
امرأةٌ لها الطُّهرُ الرَّضِيُّ ثيابُ
غدروهُ يا أمّي..
صمودُكَ صخرةٌ
قدَريّةٌ وثباتُكَ الغَلّابُ
الوقتُ يا كاميرا البُكاءِ، رُكامُهُ
اطرح الأسئلة ثم أجب
سيُغيثُكَ
الوجعُ النّبيُّ فكُن لهُ
كفُؤًا.. لتهزِمَهُ هنالُكَ بابُ
وسترتقي كتِفَ الضّياءِ فمُت بهِ
حُبًّا كذلك يَصنعُ الأصحابُ
فاقرأ على الأنقاضِ جُرحَ أحبّةٍ
فيها على هذا التُّــرابِ.. عِتــابُ
ثلاث أمهات لقلب وحيد – مصطفى مطر