تُرى من أيِّ منعطف قصيِّ
تُرى من أيِّ منعطف قصيِّ
أتيتَ كدهشة الحلُمِ النقيِّ؟
أنيقاً مثلَ ذاكرة المرايا
وحلواً مثلَ خمرٍ بابليِّ
فمن أيّ احتمالٍ عبقريٍّ
عرضتَ كلمعةِ السّحر الخفيِّ ؟
كأحلى صدفةٍ طرأتْ ولاحتْ
وصيغتْ دون ترتيبٍ سويِّ
تُرى من أنتَ؟ ما اسمُك ؟ أيُّ شيءٍ
ملكتَ به فؤادي ؟ أيُّ شيِّ ؟
غموضُك ، سرُّ حزنكَ ، حقلُ صمتٍ
حديقةُ مقلتيكَ ، مدارُ غيِّ
كمنجاتٌ على شفتيك تشدو
تفجّرُ موعدَ التّوقِ الشقيِّ
وفي عينيك للأسرارِ مهرٌ
يسافرُ بي إلى التّيه العتيِّ
ظلالُك في فضاء الرّوح مُدَّتْ
وسربلتِ الفؤادَ بألفِ فيِّ
معاً صغنا الحكايةَ .. كنتَ فيها
ك “جبرانٍ” .. وكنتُ أنا ك “ميِّ”
وها هيَ غَيرةُ ” العقّادِ ” ، لمّا
مزجْنا الشّعرَ بالعشقِ النبيِّ
نبيٌّ أنتَ من زمنٍ تولّى
إلى هذا الزّمانِ المعدنيِّ
لَأنّك أنبلُ العشّاقِ طرّاً
خصصتُك بالخيال الشّاعريِّ ..