تتوارى – أمنة فاضل
تتوارى كلّ أحزانك خلف رقتك، التي تشبه الجبل الرمليّ تستطيع الاختباء وراءه، فيمتصّ الكثير دون أن يظهر عليه أو ّيتلطّخ ولكنّه لسوء حظك، قد يهيل، أو يميل؛ فيبقى دون قمة
فيلمح الآخرون كلّ ماكنتَ تخفيه.
عيون الحاسدين تترقّبك . لماذا؟؟؟؟صدّقوني ليس الحزن ميزة، إنمّا هي قلبك المتسامح ، عريض المنكبين؛ فالقلوب الكبيرة الشفافة يُرى الحزن من خلالها، وهو يسرح ويمرح ،أمّا القلوب الضيقة والمعتمة، لا ترى منها شيئا،لا مكان فيها لشعور، لا تعطي الشيء حقّه، تضيق وتضيق حتى تطرد منها المحبة،والودّ،والفرح
حتى الحزن.
فهنيئا لمن يحزن ويحسّ ويتأثر،فهذه ميزة القلوب الحسّاسة
وعندما يدقّ الفرح أبوابها طالبا أن تفتحه له، يتسلل كراقصة على الجليد تجوب المسرح كاملا من أوله لآخره لوسطه، ناثرة البهجة والحيوية فيه.
القلوب الصغيرة لا أحد يدخلها حتى الحبّ يضيق بها ذرعا،
فيهرب والقلوب المتجمدة،وتلك المتحجرة،لا تصلح للعيش أبدا .
وسّعوا قلوبكم قدر استطاعتكم فهي مرنة تتسع لكل شيء.
وأعطوا كلّ ذي حقّ حقّه..اجعلوها كغابات الاستواء وخيراتها
تعشّش فيها طيور الحبّ، واصنعوا منها قصورا مليئة بالتاريخ المعتّق ،وقصص الغرام. ولكن احذروا أن تتمادى في العطاء لمن لا يستحق، من أولئك البخلاء الذين يقتّرون عليه الحبّ والاحترام،
ويبخسونه حقّه.
القلوب الكبيرة دافئة رغم وسعها، تحتاج لكريم يفرشها بالحبّ والورد، وينثر فيها عبق الزهور ،ويملؤها بالشموع حتى لا تنطفئ.
يرى كلّ مايقدِّمه لها قليلا، فيتمادى ويغدق عليها الكثير من هدايا الفرح. a.f
(آمنةفاضل)
****اليوم العالمي للغة العربية الموافق 18/12*****