( بُكَاءُ الشَّجَر … !!!! ) / بقلم صالح عزام
عبدالرحمن ريماوي
4 يوليوز، 2020
شعر
330 Views
غداً أعانق ُ القمرْ
غداً تبكون كالشجرْ
وقت َ الشتاءْ
غداً نور العيون يسافرُ في رحلةٍ مجنونةٍ
أطلبها منذ عصورْ
غداً تدمّى أوجهٌ صنعت ْ جراحي كمخلب النَّسرِ الجَسورْ
كنت ُ طيناً من سلامٍ يملأ الصبح َ سناء ْ
أنثر النّورَ نجوماً
في أكفِّ الفقراءْ
سرقت ْ نوري الأكفُ
نهشتْني بالعواءْ
صرت أصداءً وناراً
ملءَ أفواه ِ البغاءْ
بدّدتْ صبحي العفونةُ والجهالة ُوالخواءْ
فغداً أغدو طليقاً
مِثْلَ نجمٍ في السماءْ
اجلسوا يا أصدقائي مِثْلَ شوكٍ أو حجرْ
ليتكم كُنتُم نُثاراً
من سخاباتِ الشّررْ
كنت وزّعت عيوني بينكم مِثْلَ السّهر ْ
أحملُ دفء َ الليالي
مِثْلَ أنفاس الشّجرْ
أمنحُ الليل َ غناءً
مِثْلَ ضحكات السّمرْ
بدّدَ شدوي الغراب ُ
ملءَ عين الأدعياء
مثل داءٍ من حسودٍ
ليس للحقدِ دواءْ
لا تسلني كيف صرتُ كسرابٍ أو مطرْ
نزفَت ْروحي رعوداً
تغسل زِيفَ البشر ْ
قتلوا النَّبض بقلبي
مِثْلَ شيطان القَدرْ
سافرتْ روحي شعاعاً
مِثْل لألاءِ الدُّرر
غادرتْ ليلَ البرايا
كلّ قيعان المَذرْ
يا شراعا ً هاكَ روحي
أين بحرُ الأنقياءْ
رممِ الأسفارَ عرشاً
فَوْقَ عرشِ الأنبياءْ
بتّ أشتاقُ الرّوابي والجنان َ والزّهرْ
أقطف للحرف معنىً
يشفي للموت الوَطَرْ
يعصرُ شوق َ الجفافِ
في حكاياتِ الغجرْ
يا غدُ أشتاقُ جمراً
يحرق غدرَ البشرْ
يأتي بالفجر طليقاً
مِثْلَ ترتيل السُّورْ
كفّنوا يا صحبُ نعشي
بالعويل والبكاءْ
قولوا كان فينا روحاً
كانَ قُدس َ الأنبياءْ
قد قتلنا الطّينَ فيه
يَوْمَ جفّفْنا الوفاءْ
وحرقنا فيه روحاً
كنهها حاء ٌ وباءْ
** صالح عزَّام .
Like this:
Like Loading...
Related