الْحَجَّةْ مَحْفوظَةْ-وأولادُ الزِّنى – د.مصباح الحجاوي
الْحَجَّةْ مَحْفوظَةْ ،
وأولادُ الزِّنى ..
التّينُ وَالزَّيتونُ يا هذا .. لَنا
وَالْعادِياتُ وَكَمْ صُعِقْنَ بِأَرْضِنا
فَارْحَلْ فَإِنَّكَ طارِئٌ وَمُزَيَّفٌ
إِنْ لَمْ تُغادِرْ سَوْفَ تُدْفَنُ ههُنا
لَمّا أتَيْتَ لِأَرْضِ أهْلي لاجِئاً
وَأقَمْتَ فيها وادِعاً مُتَمَسْكِنا
كُنّا نَظُنُّكَ مِثْلَنا في مِحْنَةٍ
مُسْتَعْمِرٌ قَدْ كانَ يَسْلبُ رِزْقَنا
وَأَقَمْتَ في أحْيائِنا وَبُيوتِنا
حَتّى رَغيفَ الْخُبْزِ قُسِّمَ بَيْنَنا
ما جاءَنا في لَحْظَةٍ أنَّ الَّذي
يَخْفى على أذْهانِنا فَخٌّ لَنا
لَمْ نَدْرِ أنَّ الطّيبَ يورِثُ وَرْطَةً ،
وَالْحُرُّ مُمْتَحَنٌ بِأَوْلادِ الزِّنى
وَالْغَدْرُ قَدْ يَأتيكَ مِمَّنْ تَرْتَجي
وَالظُّلْمُ حاقَ بِنا بِأَيْدي أَهْلِنا
كًنّا نَظُنُّ الطَّعْنَ مِنْ ( قُدّامِنا )
لَمْ نَدْرِ أنَّ الذِّئْبَ يَمْشي خَلْفَنا
في تِلْكُمُ الْأَيّامِ كُنّا نَرْتَضي
أَحْكامَ أَزْلامٍ وَصارَتْ دَيْدَنا
كُنّا كَما الأَعْرابِ ، نَقْتُلُ بَعْضَنا
في غِمْدِ سَيْفٍ ، ماعِزٍ .. ما هَمَّنا
مِنْ أجْلِ مَرْعى نَسْتَثيرُ رِجالَنا
وَإذا هُزِمْنا قَدْ نُغادِرُ أَرْضَنا
وَالْيَوْمَ ، طِفْلٌ لا يَهابُ كَتيبَةً
مِنْ جَيْشِكُمْ ، لا لَنْ يَفِرَّ وَيَجْبُنا
وَالْماجِداتُ يَقِفْنَ أطٌواداً لَهُمْ
وَبِنَعْلِها إِنْ أَدْرَكَتْ مُسْتَوْطِنا
وَتَبَدَّلَتْ بِلُيوثِنا أَعْرابُهُمْ
وَاسْتُبْدِلَتْ أزلامُهُمْ بِرِجالِنا
هذي فِلَسْطينُ الَّتي بِقُلوبِنا
مِنْ حَيْثُ جِئْتَ فَعُدْ .. وَإِلّا تُدْفَنا ..
الحجة محفوظة ،
تحتضنُ زيتونتها ..
الْحَجَّةْ مَحْفوظَةْ-وأولادُ الزِّنى – د.مصباح الحجاوي