الكل مقبوض عليهم – غازي الذيبة

الكل مقبوض عليهم

قبض على منفذي العملية، لكن هذا لا يعني أن بقية من يعتقدون بأنهم أحرار غير مقبوض عليهم. لم تعد هناك مساحة للكذب والتزوير على الحقيقة. كلنا مقبوض علينا، بعضنا يظن بأنه سليم الرأس، ويمكنه تناول طعامه مع عائلته والذهاب إلى العمل بهدوء، ومن ثم لا مشكلة لديه في الحياة.

لا يعلم هذا المسكون بخيبة المكوث ساكنا، أنه بلا حياة، وبلا معنى مهما كان لونه وشكله وماله. دعكم مما يعتور ذواتكم المشروخة، لا أحد آمن من القبض عليه، أكان نفذ عملية أم لم ينفذها، فأنتم تتعاملون مع عدو، تاريخه حافل بالخداع والقتل والجريمة والخوف من المستقبل والتناقض.

انتهى الدرس. لم تعد بلادنا مجرد مكان محتل، إنها عنوان واضح لكشف الحقيقة. فمن يريد أن يكتشف أنه غير مقبوض عليه، وأنه لا يخضع للاستجواب، عليه أن يخرج على طوق النجاة المزيف الذي يرتع فيه. فالعدو لن يبقى، نعم، ليس لأننا متفائلون نقول ذلك، لكن نصال وجوده صدئت، وقدرته على احتمال مقاومة بضعة فدائيين، لن تصمد طويلا. هذه حقيقة بات هو يدركها، لا مؤشرات عقارب نهايته منتقول هذا فقط.

لا حقيقة واضحة لوجوده الذي يفرضه بالموت والخراب وتقطيع الأوصال والاعتقالات والقبض على رافضي وجوده فوق أرضنا. لا، لأنه مزيف وملفق ومصاب بعقدة الزوال الأبدية.

ونحن، ليس أمامنا خيارات، إما أن نكون أصحاب حق، أو أصحاب حق، وسوى ذلك فنحن مقبوض علينا.

عن abdulrahman alrimawi_wp

شاهد أيضاً

رسالة معلمة إلى المجتمع المحلي – د. نجاح القرعان

رسالة معلمة إلى المجتمع المحلي بقلم الدكتورة نجاح القرعان نحلة واحدة لا تجني العسل، والمدرسة وحدها لا تحقق الهدف بخاصة إذا تعلقت الأهداف المأمولة بمحور العملية التعلمية ( الطالب) .

%d مدونون معجبون بهذه: