ولد عام 1928، في قرية الرينة قضاء الناصرة. ثم تنقل بحكم عمل أبيه في دائرة “مساحة فلسطين” بين القدس، ورام الله، وجفنا، وأسدود، وقرية نجد، وحيفا، والناصرة، ثم العودة إلى الرينة. تعلم في الكُتاب في قرية أسدود التي دمرتها النكبة وأقامت محلها مدينة أشدود، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية “المدرسة الأميرية- مدرسة المعارف للبنين” في حيفا. ولكن الإقامة فيها لم تطل؛ إذ انتقل إلى الناصرة وكان من الطلاب المشاركين في ثورات عام 1936 , ثم التحق بمدرسة اللاتين في الرينة مدة من الزمن، انتقل بعدها لينهي دراسته الثانوية في مدرسة المعارف في الناصرة. اختير أبو حنا، بعد المرحلة الثانوية، للدراسة في الكلية العربية في القدس التي كانت تستقبل الطلاب المتفوقين من مدارس فلسطين الحكومية، ثم اختير لمتابعة الدراسة في بريطانيا وخصصت له بعثة حكومية لذلك عام 1947، لكن ظروفه العائلية ثم ظروف النكبة حالت دون تحقق هذه الفرصة. نال درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي من جامعة حيفا.
إنغرست فيه اللغة العربية منذ أن التحق ب “الكُتّاب”، أحبّ لغة القرآن ولم يحبّ طريقة المشايخ في التعليم، قال: “يجب ألاّ نربّي عبيداً”، وطبّق ذلك مع أجيال متعاقبة. انغرست فيه الوطنية منذ عهد الطفولة، عندما كان يلقي حبوب “الكرسنّة” مع أترابه تحت أرجل خيل المستعمرين الإنجليز ويزحلقونها. أفلت من قيود الأيديولوجيا، وغلّب العقل على رأي المركز، والنقد على التبعية، والإبداع على التقليد. تلقّى الروح الثورية من مربّين ومعلمين، ونقل تجربتهم إلى تلاميذه بشكل خلاّق. حارب على جبهة التربية باقتدار، وحارب على الجبهة الثقافية بعنفوان شبابي ظل متقداً على الرغم من مرور الزمن. احتضن الشعراء والكتّاب الجدد وعلّمهم “ترابية القصيدة”.. إنه المرحوم الشاعر المبدع حنا أبو حنا .
الشاعر الفلسطيني الكبير حنا أبو حنا في ذمة الله