الشاعر ابنُ بيئته وعصره / د. ريمان عاشور

بقلم: د. ريمان عاشور

الشاعر ابنُ بيئته وعصره وظروفه المحيطة وقضاياه المعاصرة، وهو إذ يجدِّد في شعره؛ فهو يفعل ذلك دون قصدٍ منه غالبًا إلَّا إن كان صنَّاعًا، إنَّما يأتي التجديد مواكبًا للقضايا التي يعيشها وتنحفر في وجدانه، ومن ثمَّ تنعكس على أغراضه الشعرية ومعناه ولغته التي تتلوَّن هي الأخرى بألوانٍ لم يسبق لها التلوَّن بها..

وهذا ممَّا نراه شأنًا طبيعيًّا في شؤون سنَّة الكون؛ حين تُعرب اللغةَ عن تغيُّرها وينكشف تطورها ونموها كأيِّ كائنٍ حيٍّ تعبرُه دورته الكونيَّة الطبيعية، كلَّما تعاقبت الأزمان وعكست مرايا الأغراض الشعريَّة الجديدة المولودة من قضايا معاصرة على وجه اللغة والصور الشعرية..

ولا غريب ألَّا يلحظ الشاعر في نفسه مجدِّدًا، ذلك أنَّه محمومٌ بما يعيشه ويقع على مداركه ووجدانه، ناهيك عن تراكم حصيلته الثقافية التي تخلق منه شخصيَّة شعرية متفرِّدة ومختلفة..

ثمَّ ينقشع ضباب هذا التجديد بعد كلِّ قرنٍ من الزمان أو مرحلة زمنيَّة تمضي ثم يلتفت اللاحقون إلى الوراء وقد اتضحت أمامهم ملامح التجديد في الشعر والأدب والفنون جميعها.

د. ريمان عاشور

عن عبدالرحمن ريماوي

شاهد أيضاً

الرسالة السابعة عشرة - ثراء الجدي ( رسائل العشق الممنوعة من الصرف) علمني .. كيف أبحر بك إلى سدرة المنتهى وكيف أفتح في صدري سماء أخرى حيث لا تتوه البوصلة ولا تغلق الأبواب في وجهِ النداء وكيف أجدف بين أضلاع الصمت دون أن تثقلني خطايا الأسئلة

%d مدونون معجبون بهذه: