الحياة فنّ – دلال حداد

الحياة فنّ – بقلم دلال حداد

الحياة فنّ - دلال حداد

الفنُّ موهبةٌ وإبداعٌ وهَبَهما الله لكلّ البشر لكن بدرجاتٍ متفاوتة.إنّه يعتمدُ على المهارة والإتقان ، وكثيرةٌ هي الكتب والمقالات التي تناولَتْ موضوع الفنون المتباينة:كفنّ الرّسم والتمثيل، الموسيقى والعزف، الكتابة وغيرها … لكنّ القليل منها عالج موضوع فنّ الحياة . وهل الحياة فنّ ؟
ما أروع وقْع هذه العبارة على سمعنا :”الحياة فنّ “.
نعم، الحياة فنٌّ من الفنون الرّاقية ، فإذا ضاع فنّ الحياة ضاع السرور فيها ، بل إنّ السّرور بالحياة نفسه ، فنّ من الفنون إذا حاولنا أن نفهم المعنى الحقيقي للحياة ، وأهمّ ما فيها والغاية القصوى منها.عندئذٍ ، بإمكاننا أن نغيّر لونها ليكون أكثر لمعانًا ، وأن نبدّل طعم الحنظل فيها ليكون أكثر حلاوة ، وأن نفكّر أنّ بعد كلّ ليلٍ حالكٍ صباحٌ مشرقٌ فتكون الحياة أكثر سعادة . ويخطئ مَن يظنّ أنّ الرسوب في بعض دروس الحياة هو النهاية، وحدهم صغار النّفوس يتأثّرون به ويقفون أمامه مرتجفين ، يموجون في خضمٍّ من القلق والحيرة ؛ ويخطئ أيضًا مَن يفكّر أنّ الفشل هو شيء نُعيبه في حياتنا ، لا بل نحن نعيب الاستسلام للفشل واليأس لأنّهما كالمرض يهدمان حياتنا بقسوةٍ ومرارة.
علينا إذًا ، أن نتعلّم فنّ الحياة الرّاقي فنصبر على وعورة الطّريق لأنّ الصّبر دواء ناجعٌ يمدّنا بالقوّة ويُذلّل مصاعب الحياة ، وأن نعانق الدنيا ونتعلّم فنّ الضّحك والابتسام عند الصّعاب فننظر إلى الحياة بوجهٍ باسمٍ هو وجه الأمل والتّفاؤل.وكما أنّ الله ، واهب الحياة، تفنّن في صنيعه كذلك الإنسان فنّانٌ في حياته شرط أن يكون مصمّمًا على إنشاء الحياة السّعيدة .
لذا ، دعونا ننطلق إلى رحاب الحياة ، ولْنُمْسِك بالرّيشة والألوان ، ونتوقّف أمام لوحة العمر ، نتأمّلها لنغيّر ألوانها . فلنكن جاهزين ومستعدّين كلّ يوم لتصحيح الشّوائب المفاجئة ، ولنكن صادقين في رغبتنا أن نغيّر ما يجب وما يمكن تغييره في حياتنا ليكون لها معنًى وهدف ، ونكون نحن الفنّانين الماهرين والمتقنين “فنّ الحياة”، والرسّامين البارعين في رسم لوحة حياتنا بألوان قوس قزح.
دلال حدّاد
في ٢٠١٩/٦/٢٣

المزيد من اعمالها

عن abdulrahman alrimawi_wp

شاهد أيضاً

الرسالة السابعة عشرة - ثراء الجدي ( رسائل العشق الممنوعة من الصرف) علمني .. كيف أبحر بك إلى سدرة المنتهى وكيف أفتح في صدري سماء أخرى حيث لا تتوه البوصلة ولا تغلق الأبواب في وجهِ النداء وكيف أجدف بين أضلاع الصمت دون أن تثقلني خطايا الأسئلة

%d مدونون معجبون بهذه: