هزيلٌ كلّ حرف دون جرحك غزة هزيل هزيل ! لتمتشقي الأضلاع هي دون قلبك النابض – أيضاً – هزيلة !
(2)
يتلهف قمح الروح لفمك وتتلهف سجاجيد السماء لتلتحفين بها خذي المطر الذي ينعش أوقات المدن واصنعي منه قنابل لأوقاتنا التي تهزل دون أن تفكر أن تكون معك !
(3)
هاهو نخيل العراق الأصيل المكلوم يستريح على خفقات روحك الآتية إليه من وراء الشعور الذي يكبر بالوجع .. والذي يُحسن التقبيل ساعة التوحد في ذات الفتيل !
(4)
قناديل الشوارع التائهة عنك تبحث عن شعاع ألفته منكِ تشرئب إلى نور قِبلتكِ الخضراء ترى متى يلتقي النوران ؟! فيعتنقان .. ويستحيل الألم رماداً نذُرّ حباته في حلق العويل المستبد أو نرشق به عيون الظلام الحقود المتفرد المستجد ؟!
(5)
يقتلنا صموتكِ العابئ بالعتاب الصارخ في قلب الأفق ويقتلنا الصمت ونحن في انحناء مرير ومخزيء لكل أصنام الشرود القابعة في ذواتنا الخائبة ويتلظّى كل شئ ناطق بالسلام الخائف المرتعش يتضور جوعاً إلى صدرك كي ترضعيه الأصالة والعزة الممتنعة وبين يديكَ يلقى المسافات تمتد نحو النهار الجميل .. ثم لايزال يرتعش !
(6)
يمضي الليل في ساحاتكِ تائهاً يركضُ نحو قبس بليد في كهف بعيد .. يريد أن يحيا جنة القمر .. أو يحيا رعشة الشوق في جنبات السهر .. يستبق نسائم السحر ويستقبلها وله سعال مشتعل ! آه أيها الليل يا ليل غزة المصدور بالأمل تعالى واسترح على وسائد الزمن الآتي لعله ولعلك .. تتنفس الحياة الرغيدة التي حجبها عنك غول الوجع !
(7)
هي مكة تشتاق أن تلثمكْ أن تتحسّس جدران الأقصى وتقبّله ! هي مكة تشتاكَ خوفاً كلما صدحتَ زواياكِ بالدمع الباكي المُهتز .. وكلما أنّت حناياكِ من ظلم المغتصبْ .. من ذلك القهر القابع المستتبْ ! وكلما رفّّتْ وريداتكِ بالشوق لكعبتها .. والكعبة تسعى إليكِ بثوبها النائر الأسود المحتجبْ ! هي مكة لاتستريح لطائفٍ أو راكعٍ أو ساجدٍ مالم يذكركْ أو يئن من عذابكِ يحتسبْ !
(8)
شوق المنابر والمنائر دوماً يرتقبْ ! ياربّ طير أو حمام طاف حولك ثم عاد إليها يعطّرها بكِ تتطلع بعين الشوق لكل نفحة باردة كانتْ قد عبرتْ فوق سماكِ لعلها إليها تحملك ! وهاهي كل أشجار الطرائق في كل المدائن تُنصت لحفيف أشجاركِ البائسة لكنها ليست بائسة ! نحن البائسون على مفارش الطرق الشّحاذون للأمن في قلب الأمن على مفارق القلق !
(9)
آه كم يتشرّد الحزن فينا برغم الحزن .. آه ! تنتابنا الأحلام المستحيلة لأنها هزيلة .. هزيلة ! وأنتِ الحلم الذي لا يستحيل ! كم تشرد فينا وتختفي كل أوجه الكرامة التي كانت يوماً ما في عروشنا أميرة كم ! كم يتطاير فينا ونحن ننظر في مسكنة وخور وضعف كل أشكال العتب وهل نحن نستحق العتب ؟! آه كم يرمقنا الغضب ونحن نختبئ تحت مظلة الغباء المستتر كم يسخر منا الصخب ونحنُ على تلك الحال من الاختباء ” المنقعر ” .. ! فلاعتب .. يا أميرة الغضب ! لاعتب !
آه لو تعلمين مابنا .. لوتعلمين لاتسألي .. لأن قلوبنا تلين لكن …………… لا تلين تتدحرج للتراب للرماد .. للخراب .. ولكل تلك الحصون والجدر والدبابات والألواح .. وتستكين فهل عرفت نحن نشبه من .. وأنت من تشبهين ؟! أما زلتِ تسألين !
(12)
أين نهرب من تلك الأرض التي نزفت حتى فاض نزفها في قلوبنا لكن .. أين الدماء التي في الصدور .. ؟! تيبست وتخثرت ! أين نهرب .. وكل مفردات الفساد وكل أشكال الخيانة وكل أنصار القذارة تعج بها الدور والقصور أين ؟! وأنت في خيمة الإيمان تناضلين توهي بنا وافجرينا بالغضب لعلنا نئن على ترابك قتلاً أو نتزعزع موتاً .. وأنت تحضيننا ولو بالصخب كم نتوق إليكِ كم نهوى فيك أن نستكين يا …. يا أميرة الغضب .