يا صاحِبي …..*
شعر: صقر أبوعيدة
يا صاحِبي، يومُ اللّقاءِ قَريبُ
لا تَنتظرْ، صوتُ التّنادِ رَهيبُ
أُزجي إليكَ رسَالةً أرجُو بها
نَيلَ الشَّفاعةِ، هلْ تُرى، أَأَخيبُ؟
دُنيا تُزَيَّنُ والحُتوفُ حَصادُها
والنّفسُ تَحملُ غَيَّها وتَحوب
.
فارجعْ أسيفاً نادماً لا تَبتَئسْ
اللهُ يفرحُ عندَها ويُثيبُ
كَرمُ الإلهِ أجلُّ مِن عَثراتِنا
دعْ لِلمعاصِي زادَها.. فَتذوبُ
هلّا همَمْتَ لِجنّةٍ ونَعيمِها
لا يَثقُلنَّكَ واجِفٌ ومُريبُ
فاصْدعْ بِأمرِ اللهِ واتّبعِ الهُدَى
حبُّ الرسولِ يُعيذُنا فنَؤوبُ
الخِزيُ في ثوبِ الفِرَى وغَرامِهِ
والصّدقُ يسترُ قُبحَنا ويَهيبُ
جرِّدْ فؤادَكَ مِن هَوىً لا يَرعَوِي
سَقَطُ الكلامِ يَحُطُّنا ويُعيبُ
النّقصُ فِينا، بالتّواضُعِ نَرتَقي
والكِبرُ يَهوي بِالأَنا ويُخيبُ
فاخْلعْ رداءَ العُجبِ تلقَ طلاوةً
ولِربِّكَ ادْنُ فَإنَّهُ لَقريبُ
عشْ ما سألتَ مِن الزّمانِ سُرورِهُ
إنْ أنتَ في بحرِ الحياةِ غَريبُ
أطفئْ بماءِ الصّفحِ كلَّ خُصومةٍ
لمْ ينجُ مِن وزرِ الخِلافِ غَضوبُ
وغداً تُجازَى كلَّ نفسٍ جادَلتْ
عنْ نفسِها، والحقُّ ليسَ يَشوبُ
ولقدْ مَرَأنَا ما يُوسوِسُ سِرَّنا
السّرُّ لم يَكُ يَنتَشى ويَروبُ
إنْ قُيِّدَتْ أنفاسُهُ في جَوفهِ
تلقَ البشاشةَ أينَعتْ وتؤوبُ
هلَّا رأيتَ كتابَنا كيفَ انْتهَى
صَفحاتُهُ مُلِئتْ هوىً ونُدوبُ
تَهوي بنا في هُوّةٍ ليستْ تُرى
تَطوي الصّدورَ وما لهُنَّ طَبيبُ
من كانَ يصبُو للبراءةِ والنَّجا
سُننُ الهُدى إنْ أَورقتْ سَتجيبُ
ولَحُبُّ أحمدَ فُرجَةٌ لِلمُبتَلَى
وعَليهِ صَلِّ فإنَّ ذَا لَمُثيبُ