جريدة وإذاعة سقيفة المواسم الثقافية ثقافية ، اجتماعية ، فنية
يا أبناء العراق تمهلوا… جهاد قراعيين
مظفر النواب ….
كنت جسورا ومتقنًا لرسم الكحل الشديد السواد في عيون الزعماء ، كنت صرخة السجون والمنافي والكل يسمعك دون استحياء ، بصوتك تجلجل وتزلزل الارض حتى في ارض الانبياء .
تمهلوا يا ابناء العراق ، فانتم لا تحملون نعشا بل قاموسا به كلمات الكبرياء ،تمهلوا انتم تحملون الرافدين تجري بين يدي مظفر النواب ،اليوم في نعشك وقعوا ووثقوا غضبهم على طرف صدرك ودقات قلبك تحمل موسيقى الكون بكلماتك التي كانت كالخنجر الاسطوري من خلف القضبان ، في المنافي ، فانت اليوم البطل فيه الكثير من المر وفيه الدواء لكل ابي اشتاق للحرية من داء استفلح في الامة.
بصمت حاولوا قص ضفيرة شعرك ، فاشعلتهم شموعا سوداء وانتهى فتيلهم، اما انت كان فتيلك وميض من كلمات ، لست مضطرا لالغاء موعد مع مسؤول فانت كنت المسؤول عن صوتك وتقديم وجبتك في صحن قلوب كل الشرفاء.
الدهشة تسمرت توقفت حين مسحت بصوتك رؤوس الامة ، بالامس كنت نبراسا واليوم قنديلا بالسماء ، عشت الغربة والاغتراب هشموك وما غيبوك ، فنعشك يتصبب عرقا من دماء الرافدين وانت مرفوعا على الاكتاف .
ترفقوا يا اهل بغداد ببقايا حزن فالغضب لجج ، وابواب القدس تبكي مآقيها ، وتوزع اكياس غضب بلون المغيب والفجر غباشا والحلول مستعصية ، اليوم التحقت بشهيدة فلسطين شهيدة الكلمة الحق ، والنهر بينكم سيجري بدمه الاحمر تلونون السماء.
مظفر …
كانوا حكام العرب يعتقدون انهم الطرب ،في مجلس الامن كراسي ليس لها لهب، بل هم الكراسي يجلسون عليهم في مطالبهم ، وهم يعطون من رعب ،يعطون الراية الحمراء لكل من اراد ان ينكح شعب العرب ، وتسمع يا مظفر اهات الجنس وهم في رغب .
مظفر علمونا العيب ، ان لا تخلع ملابسك الا للغرب ، يقتحمون كل بكارة زوجة تنام على حرير وغضب ،كيف نبني أوطانًا دون دم دون نزف ، لننجب امراة عانس لتبكيك مع النوارس ، رجولتهم مخصية ، والجسور بينهم ملغية ، ففي القدس فكوا بكارة الطهارة ، لا تهب الموت القي برأسك على اكتاف مشيعيك وغرد بصدورهم بخنجرك المعهود . فهم والله قلوبهم حبلى بالغضب حتى النهود ، نم بين حروفك قرير العين ، فعهد الله مكتوب على ثوب الشمس عندما تتشقق شرايينها وتنزف على قباب المساجد والكنائس والسهم منك رام.
وداعا مظفر ….
يا أبناء العراق تمهلوا… جهاد قراعيين
