رأي انطباعي عن كتاب فيه الكثير يحكى

ومضة قارئ لـ “تمتمات روح مؤرّقة “/ عبدالرحمن الريماوي

 

بقلم : عبدالرحمن الريماوي

حين أمسكت بالكتاب على نية التصفح السريع له ، اخذني العنوان الى التريث قبل الولوج الى صفحاته، سمعت همهمات ووشوشات وتلعثما وكلاما كثيرا يصدر من العنوان يتسابق ليثبت على صفحات الكتاب ولم اجد أي بصيصٍ لسكينة يمكن ان القاها فيه رغم الجديلة المجدولة بالتأني ورف الحمام المحلق بالطمأنينة مرفوع الراس ، فكيف تكون   التمتمات سلاما في الرأس يحوم ،

عند قلب الجلد والدخول الى وسم الايداع وهي الصفحة التى تشعر القارئ بأنه كتاب قيم ومعترف به بالجودة والحقوق ، فكان اولُ خطأ فيه ” الواصفات ” ربما لان الكتاب تمتمة سقط حرف الميم من القلم ، ونرى ان الكتاب صنف على انه من الشعر العربي ، وهو ليس كذلك ، كان يجب ان يصنف بـ نصوص ادبية .

يقع الكتاب ب 112 صفحة من القطع الصغير ، وصفت نصوصه على شكل قصائد نثرية وهو الشكل الذي لا ينطبق على جل النصوص ، وهذا لا يؤثر على إبداع الكاتب وإنما كان يجب مراعةُ راحة القارئحتى لا تختلط عليه الاصناف الادبية ،

الجميل في الكتاب انه يتمتم مافيه ، لا ترتيب فيه لافضلية او تصنيف ، فكل ما فيه يجعلك تصغي اكثر للكلمات المنتقاة بعناية كبيرة وفي كل النصوص التى وردت في هذا الكتاب ، ولا أنسى أني اعترف أن صورة الكاتبة كانت تتمثل امامي وهي في ابتسامتها المعهودة تفرد مهارتها في الابحار في كل اصناف النصوص الادبية ، فنراها تكتب نثرا مثل ” حنيني “، وشعرا موزونا  مثل ” صوتك عبر المحال ” ونصوصا سردية مثل “حواس ملوثة”، وكذلك الومضة والقصة القصيرة جدا ، وفي جل نصوصها لامست وجدان القارئ الوطني والاجتماعي والفلسفي 

في نهاية الكلام ، ما بين جلدتي تمتمات روح مؤرقة للفاضلة فاتن ابوشرخ كان كلاما يستحق ان يكون على ارفف المكتبات المنزلية لتطالعة الاجيال .

 

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

نغادرُها ولا تغادرُنا – ريما حمزة

نغادرُها ولا تغادرُنا ..بيوتُنا القديمة .... هل لأنَّ هندستَها تقوم عل أساسٍ عاطفيّ ؟! فكلُّ بيتٍ يسندُ خاصرةَ البيتِ الآخر ، وكلُّ شرفةٍ تمدُّ يدَها للشُّرفةِ المقابلة !

%d bloggers like this: