فدوى خصاونة

وتبقى زوجة أبي هي الجرح-فدوى خصاونه

وتبقى زوجة أبي هي الجرح-فدوى خصاونه

الدهر لا يشفق على أحد وليس لديه مساومات أو اعتبارات وجرح الظلم يبقى نازفا مؤلما. وتبقى زوجة أبي هي الجرح الذي لا يبرأ ولا يقبل مفاوضات واستطاعت زوجة أبي بدهائها وأساليبها الماكرة استبعاد أبي وإخضاعه والتحكم فيه كيف تشاء ؛ من غير أن يتنبه الى ذلك أحد غيري ، فأنا المعنية ولا سواي أحد ، كان جل وقتها دائمة التفكير بطريقة للخلاص مني . حاصرتني بكل الطرق وبكل الأوقات وجعلت من إخوتي أعداء حقيقيين لي سيطرت على تفكير وإرادة ابي الضعيفة.

لقد كان أبي مستسلما لرغباتها الشيطانية ومندفعا لمكرها دون أن يشعر بذلك أو يراجع نفسه ؛ إنها إبليس ولربما إبليس يحتار في أمرها ، ويتعلم من شرها . كانت تخدع أبي وتكذب عليه ، زوجة أبي تصنع مؤامرات وتدبر وتكيد لي دون أن تتفوه بكلمة واحدة .

أنا طفلة وحيدة وصغيرة وحاصرتني بكل هذا الشر إنه شي مخيف ومرعب إنني أعيش في دوامة من التفكير العبثي الذي يؤزم روحي ويقتل قدراتي ويحول دون أن أملك أي جرأة لنظرة إلى القمم . كانت أمي تعلم هدفها وغايتها من كل هذا وتعلم أنها تريد أن أخرج من بيت أبي بأي حال وبأي شكل ، ولن ترضى بغير هذا ؛ ولأن أمي تعلم هدفها ولديها صبرا وكفاحا ؛ فلن تجعل لها نصيبا لتحقيق هدفها المعلق بمجرى الريح القوية . أمي تقاوم وتحرص على وجودي في بيت أبي الواهن الضعيف تماما كبيت العنكبوت الذي يتطاير بنفخة هواء .

لن أنسى منظر زوجة أبي وشرها وسواد وجهها عندما تتوجه إلى مدخل بيتنا وتلقي بالقمامة وقاذورات بيتها على عتبتنا المنهكة بكل صنوف المؤامرات وكنت يومها أقف على الباب أراقب الحياة وأصافح أوراق الشجر . نظرت إليّ نظرة حادة أشعرتني برغبة بالهرب والنأي عن نار الاذى الذي لن يخمد ، كان صوتها مخيفا وطول قامتها مثيرا لمزيد من الهلع كنت أراها غول يتربصني يمزقني ، وجهها الطويل يقمعني ويزيد من خوفي . ومع كل هذا لم أكترث بالنظر إلى تفاصيلها الغارقة بوحل البؤس والدهاء بل كنت أسرق رؤية ونظرة إلى ذلك الصنف من البشر بعناية واهتمام وخوف ؛ تلك الراسخة في الظلم تنظر إليّ بعيون الكره ، وتؤشر بيديها قائلة : هيه هيه تعالي ، وأحضري المكنسة ، ونظفي حول بيتنا . تريدني أن أذهب إليها وأنظف درج بيتها وغرفها .

بداية أصبت بالذعر والإحباط تخيلت أنني سأكون خادمتها وأعلم أنها حتى لا تقبلني أن أبقى خادمة لديها ؛ فأنا أملك ذكاءا جعلني أتظاهر بأني لا أراها أو أسمعها ذكاءا جعلني أسقط أقنعتها ، ولكنها عاودت النداء وفي كل مرة تتوجه لي بالنداء كان قلبي ينقبض ويرف . فقلت في نفسي : سأتجاهلها وأدخل . سأعتذر من تلك الطيور التي منحتني درسا بالحب والعطاء وهي تلتقط الحبوب ، وتطير بها لتضعها في أفواه باقي السرب تمنيت لو أتعاون مع أختي سمر كهذه الطيور نتشارك الكلام والحب ونتبادل الورود ولكن أختي .. …. .

دخلت إلى البيت دخلت إلى حصن أمي المنيع ؛ لأتجرع بعض السلام ، وهذه المرة لن أقول لأمي ؛ ولن أجعلها تشاركني أزمتي سأخمد نار الكره لوحدي ؛ فلدي إرادة تجعلني أتعاطى مع ذاتها المريضة ، وأعبر أزمتي وأتخطى محنتي ؛ بالطريقة التي تلائم هذه النفس البالية ؛ التي تخوض في عباب بحر متلاطم الظلمات .

إنها تناديني : هيه .

حتى إنها تحسدني الاسم ، ولا تعترف إنني أحمل إسما جميلا . إنها لغة تختصر الكره والعنف ، وتجعل رغباتها تحتضر في سرير الإثم والجزاء .

تبادر نداؤها إلى مسمعي كرؤوس الإبر التي تحدث غرزا تبث القهر والحسرات . فالحقد ليس له دين أو مبدأ وكفى بالحقد مؤذنا بالخراب في كل شيء ، لقد جمعت زوجة أبي قاذوراتها وألقت بها على عتبة درجنا أمام عيني ؛ كل هذا لتؤذينا بكل أشكال الأذى ، وما علمت أن نسمة هواء ستجعل كل هذه القاذورات تتطاير وتعود إليها . إنه الحقد الغبي الأبله الذي لا يعلم شيئا عن عدالة الريح التي تجعل من الشر هباءا منثورا ، وتطايرت قاذوراتها وعلقت على وجهها القبيح لتزداد تلوثا ولكن الحياة إذا ضاقت ففي أطباق السماء متسعا لآهاتنا ولن أعيش غريبا في سرب مهاجر .

وتبقى زوجة أبي هي الجرح-فدوى خصاونه

المزيد من اعمالها

About abdulrahman alrimawi_wp

Check Also

 زفة عريس – اكرام اسطى

زفة عريس بيت حليمه الليله ما انطفت انواره, مهو بيت عريس وبيت العريس بيبقى مثل المناره بوسط البلد , وكل الحبايب بتلفي تاتهني وتبارك وبالفرحه تشارك واليوم الحبايب بدهم يزفوا العزيز ابن

%d bloggers like this: