وبعد الذي كان… بقلم ايمان زيادة

وبعد الذي كان…

سآتيكم
كسحابةٍ مثقلة بالمطر
أو أرجوحةٍ مربوطةٍ بجدائلَ عذراءَ
في غصنِ زيتونةٍ قديمةٍ تغازل القمر

سآتيكم
وردة ًبيضاءَ كأن لم يمسسها سوء
لا ولم يقطفها يومًا بشر

سآتيكم
لحنَ نايٍ حزين
تبكيه السنابل في حقولنا المتعبات

سآتيكم
نسرًا غفا في حضن السماء….
دون أن يخشى السقوط
لا ولم يرض الخنوع

سآتيكم
كطباشيرَ ملونةٍ في جيب
طفلٍ فقير
خبأها ليرسم على سُوَر جارته قلبه الكبير

سآتيكم
كحلوى العيد في القرى
صنعتها أيادي الجدات
فصارت أشهى من قبل العشاق

سآتيكم
كأحلام العصافير تصحو مع الفجر
الذي نجا من مخاضٍ عسير
كنقاء نسمات المغيب
كليلٍ هائمٍ بالأمنيات

سآتيكم
مطرًا في آب
دفئًا في كانون
ثلجًا في أيلول

سآتيكم
كفاكهة صيفية حلوة المذاق
كشقائق نعمان -بلون الحب- برية
كسوسنة شامخة ندية

سآتيكم
وقد سرق الدهر نشوة سكركم
وسقاكم مرّ ما جنيتموه بظلمكم
لاعنةً غدركم

سآتيكم
كذكرى تبكون رحيلها
تشتاقون نقاءها
ترثون بحزنٍ ضياعها

فأين مني المفر؟
أنا ضميركم الغارق في السبات
أنا من صيّرَ حلمكم حقيقةً
أنا الشمعةُ التي بددت عتم أرواحكم المرهقة
أنا كلّكم
فأين مني المفر؟

#ايمان زيادة

المزيد من اعمالها

عن عبدالرحمن ريماوي

شاهد أيضاً

أي عيد – ماجدة الريماوي

أي عيد...!!! أي عيد! لا تقولوا، لا تقولوا: اليوم عيد...!!! إسمعوا أخبار غزة ارتقى الأطفال فيها اليوم، هذا اليوم عشرون شهيد، ......و ش ه ي د، ه من يحبون الحياة ما غفى جفن لهم "ولم" عين "تنم"

%d مدونون معجبون بهذه: