سآتيكم كسحابةٍ مثقلة بالمطر
وبعد الذي كان… بقلم ايمان زيادة
عبدالرحمن ريماوي
14 يناير، 2019
شعر
278 Views
وبعد الذي كان…
سآتيكم
كسحابةٍ مثقلة بالمطر
أو أرجوحةٍ مربوطةٍ بجدائلَ عذراءَ
في غصنِ زيتونةٍ قديمةٍ تغازل القمر
سآتيكم
وردة ًبيضاءَ كأن لم يمسسها سوء
لا ولم يقطفها يومًا بشر
سآتيكم
لحنَ نايٍ حزين
تبكيه السنابل في حقولنا المتعبات
سآتيكم
نسرًا غفا في حضن السماء….
دون أن يخشى السقوط
لا ولم يرض الخنوع
سآتيكم
كطباشيرَ ملونةٍ في جيب
طفلٍ فقير
خبأها ليرسم على سُوَر جارته قلبه الكبير
سآتيكم
كحلوى العيد في القرى
صنعتها أيادي الجدات
فصارت أشهى من قبل العشاق
سآتيكم
كأحلام العصافير تصحو مع الفجر
الذي نجا من مخاضٍ عسير
كنقاء نسمات المغيب
كليلٍ هائمٍ بالأمنيات
سآتيكم
مطرًا في آب
دفئًا في كانون
ثلجًا في أيلول
سآتيكم
كفاكهة صيفية حلوة المذاق
كشقائق نعمان -بلون الحب- برية
كسوسنة شامخة ندية
سآتيكم
وقد سرق الدهر نشوة سكركم
وسقاكم مرّ ما جنيتموه بظلمكم
لاعنةً غدركم
سآتيكم
كذكرى تبكون رحيلها
تشتاقون نقاءها
ترثون بحزنٍ ضياعها
فأين مني المفر؟
أنا ضميركم الغارق في السبات
أنا من صيّرَ حلمكم حقيقةً
أنا الشمعةُ التي بددت عتم أرواحكم المرهقة
أنا كلّكم
فأين مني المفر؟
#ايمان زيادة
Like this:
Like Loading...
Related
Check Also
يا نخلةً في مروج الريف تعرفني
قولي لهم إنني أنأى عن المدنِ
ففي شوارعها زيفٌ يلوذ به
خوفٌ،وفي بحرها موجٌ من الفتنِ