عبدالرحمن ريماوي 1 شتنبر، 2020قراءالتعليقات على هذا أوانُ النبيّات / وفاء أخضر مغلقة855 Views
أعشق السفر والرمل والبوح وأغاني السماء وسباقا أعدو فيه قبلك ، خلفك، جنب قلبك ، بالقرب من يدك وبعيدا بعيدا عنك !…أصدّق حزن عيون البقرة التي تساق الى الذبح ولا أصدّق أحزاننا المبرمجة، المنمّطة،والتي أعدّوها مسبقا، كما الوجبات الثلاث، كما الصيام، لعقولناالمستلبة منذ اخترعوا التعليم والمدرسة والأيديولوجيات .
لا ، لا أفهم هذه القيم التي تريدنا كَذَبَة موتى . هل الشفقة فضيلة والطاعة تهذيب؟ أنا أشك و أشارك نيتشه رأيه أن بعض قيمنا تريدنا موتى أو طفيليين، أحياء ضعفاء بدون أرادة و توق.
أريد أن أكون حرّة ..حرّة قليلا، حرّة كثيرا ، حرّة لبعض الوقت ، حرّة كل الوقت، حرّة في موتي ، حرّة قبل موتي. أتدحرج من أعلى التلّ دون أن أخشى تمزّق ثيابي وجلدي، والضحكات الساخرة ..
حرّة في أن أخطئ، في أن أتأتئ، في أن أثرثر، في أن أصمت طويلا، في أن أضحك، في أن أبكي، في أن أشتم الطواغيت وأذنابهم، في أن أسخر من فكرة إحتكار الحقيقة، في ان أسرد حكاياي المملّة وأدّعي أنها مثيرة مدهشة …
حرة في أن أصرخ: ” أحبّك”، وأن أتمتم:” أنا لا أكرهه ولكني لا أريد أن أحيا معه.”.ألا تفهم أنني أتعب وأشتم وأغضب وأصرخ وأقع أرضا وأفشل، أفشل دوما ومرارا في انجاز عمل ما، في متابعة هدف ما . لأنني لا أراه، أرى الفشل أرى الغد، أرى الموت ، وأخشاه كما علّموني. علّموني أن أخشاه كما حرّيتي، بدل أن أصلّي في معبده(الموت) ومعبدها(الحرّية).
يقول كانط: “نحن هنا لأداء واجب ما”، واجبي أحدّده أنا وفقا لقدراتي ورغباتي وحماستي…
أقرأ كامي وسارتر والكوني والقرآن والانجيل والدامابادا..أفغر فاهي.. أسمع موسيقى بليغ وعبد الوهاب والدخول الى الجنة لفانجليس وأعدو الى شجرة الفاكهة والى الإثم، أتسلقها عارية هانئة، وأنا أقنع نفسي ..أنّني لمُا أحوز فاكهتها سأكتفي..ولن أبكي فكرةَ أنّني دوما و أبدا وحدي .
هل أنا كافرة؟…الحكاية أنّني أريد الخروج من نظرة في عينيّ لا أعرفها، من وقفة يتدلى بها جسدي معلنا استسلامه…من خيالات لم أخترعها، ولم أصدّقها، أغمض عينيّ وأرى الها..جميلا ، جميلا ، جميلا، محباً وحسب ..وأناديه ، يا الل، وأبتسم وأنا أخلع جسدي وتقيّحاته.
لماذا لمّا أفيض عشقا ، أبكي ؟
الحكاية ليست كما نوصِّفها ها هنا؛ خيانة ووفاء ، تمرّد وثورة أو خنوع ، تبر وتراب ، الحكاية أنّني روح ، لا يطيب لها البقاء داخل جدران ومدينة وجسد ورواية لم أكتبها أنا .
لست بغيّاً ..ولست رابعة ولست…مجرّد امرأة .
لن أطيل ، سأقول فقط آن الأوان لظهور نبية، لا تتكلم في زواج وطلاق ،وملكيات وحقوق وواجبات، نبية تعيد البشرية الى أوان الزهر والفراش…وعدم الخوف من الحرية والموت.