لا يعيش الإنسان بمفرده بأي شكل من الأشكال فلا بد له من علاقات عديدة يتواجد بها كي تستمر الحياة .. وخلال علاقاته الكثيرة واتساع دائرة معارفه قد يقابل الجيد كما السيء .. وقد يضطر للتعامل مع أشخاص لا تحلو له صفاتهم كالحقود والمغرور واللئيم ولكنه مضطر لفعل ذلك .. وفي رحلة الحياة هذه ككل جميعنا نصادف أناس لا تمحوهم الذاكرة بسهولة .. يتركون أثرا طيبا في حياتنا بمجرد معرفتهم ، نشعر بالراحة معهم منذ البداية ، الجميع يتحدث عن صفاتهم وحسن أخلاقهم وكأنهم ورد منثور … ويحق لهم ذلك فهم حقا اهلا للخير ؛ والاعتراف بفضلهم لا شك فيه … الكل يراهم ويغبطهم على هذه السعادة التي يتحلون بها ويمنحوها لكل من يقابلون ..
وهناك فئة لا تندرج تحت فئة الذين نضطر على التعامل معهم.. ولا تندرج تحت فئة أصحاب الخير بل هم من فئة أخرى ، فئة خلف الكواليس ان حق لنا تسميتهم بذلك .. تراهم يدعون لك كثيرا ويرجون لك كل خير، ما أن يروك في أشد حالات حزنك تراهم يهرعون إليك.. كيف جاءوا؟ كيف عرفوا؟ لا ندرك ذلك .. كل ما ندركه أنهم يأتون إلينا ليخففوا عنا … يسمعون لنا وكأننا أهم ما لديهم ، لا يتركوننا حتى يرون الابتسامة على وجوهنا، وما أن يجعلونا ننسى مشاكلنا ونبتسم فنود أن نشكرهم ،فإننا حينها لا نجدهم ، هم لا يبحثون عن كلمات شكر ولا ينتظرون تسليط الأضواء عليهم ، فهم نور لا يرى بالعين المجردة بل بالحب والتفهم والتقدير … هؤلاء البشر يساندون الجميع تراهم يضحون من أجل هذا وذاك … لا نسمع لهم شكوى ، من يراهم يظن أن لا مشاكل لديهم وأن ابتسامتهم التي ترتسم على وجوههم عند رؤيتنا هي ابتسامة فرح وسعادة … رغم أن حقيقتهم قد تكون تعب ومعاناة … لكنهم اختاروا أن يسعدوا الآخر . واختاروا أن يكونوا كما لم يكن أحد … واجبنا أن نبحث عن مثل هؤلاء … ولا تبحث عزيزي بعيدا عنك بل ابحث بين أقرب الناس إليك … ستجد منهم الكثير … حينها حاول أن تسمعهم أو ان تقدم لهم هدية ما ، وان سألوك عن سببها فأخبرهم أنها نتيجة الحب الذي يزرعونه في طريق الجميع … افعل ذلك وابتسم في وجوههم وحينها ستكون أنت مثلهم …نور لا يرى … وطوبى للنور ما أجمله!!
Read more