بعيداً عن نتائج الانتخابات والوجوه القديمة والجديدة التي أفرزها قانون الانتخاب, وعن نسبة الإقتراع الهزيلة, وعن الفيديوهات المضحكة المبكيةلإحتفالات النوابالفائزين, والكنافة المغمّسة بالكورونا, والأسلحة التي كنّا نعتقد أننا لن نراها إلا في أفلام الاكشن, وبعيداً عنتصرفات بعض المجموعات والتي تشبه ميليشيات خارجة على القانون تطلق الرصاص وكأنها على جبهة حرب, وكذلك بعيداً عن تحدي قانون الدفاع والاستهتار بأرواح العباد,و بعيداً عن شعور الاستياء والقهر للمواطنين الملتزمين المحظورين بينما نواب الوطن المظفّرين ومؤيدوهم يحتفلون بالآلاف غير مكترثين بنتائج كارثية سيدفع الوطن ثمنها والمواطن الملتزم قبل المستهتر.
بعيداُ عن كل أوجاع قلب الوطن, أروي لكم قصة طريفة, أثناء مراقبتي على الانتخابات كمراقب محلي في الدائرة الثالثة, دخل شاب يبدو في بداية العشرين من العمر إلى مركز الإقتراع, وبعد أن أبرز هويته, ووقّع بجانب اسمه, تم إعطاؤه دفتر الانتخاب وشرح له رئيس اللجنة كيفية الإدلاء بصوته بناءً على طلبه, ذهب ووقف خلف المَعزل, بدا عليه الارتباك وكأنه طفل ضاع بالسوق بعد أن ترك يد أمه, وبدأ يتحرك بشكل لافت, فسأله رئيس اللجنة إذا كان يحتاج لمساعدة, فأخبره أنه لا يستطيع أن يجد صورة الشخص الذي يريد أن ينتخبه, فسأله رئيس اللجنة :ما اسم قائمته, فأجاب الشاب العشريني لا أعرف, وعلى ما يبدو كان قد نسي حتى اسم ذلك المرشح, ثم أضاف: بصراحة ليلة البارحة جارنا المرشّح عزمنا على منسف وطلب منا دعمه وانتخابه, وكان المنسف لذيذ, وخجلت أن لا أنتخبه, فاعتذر له رئيس اللجنة حيث لا يحق لهم التدخل بالتصويت, وبعد جهد جهيد ووقت طويل على ما يبدو استطاع تمييز صورة صاحب المنسف وتم الانتخاب ووضع الدفتر في الصندوق .
فكم من ناخب انتخب بعد دعوة علىمنسف أو سدر كنافة أو لأمور أخرى بعيداً عن مصلحة الوطن!!
يقول المثل: (خلّيها جوّة تسطح ولا تطلع بره تفضح ) لكنها عندما توجع الوطن لا نستطيع أن نبقيها جوّة, ولن نحبسها في صدورنا, وخلّيها تطلع بره وتفضح كل مستهتر بأرواح البشر, وكل من لا يتحمل مسؤوليته تجاه البلد,ومن يقدم مصلحته على مصلحة الوطن, وسنتكلم وسنرفع الصوت لأن الوطنحبة العين, وخفقة القلب.
تستنفزف أعصابنا ...وطاقاتنا ...وتموت بأعيننا كل بهجة أومت لنا بحضور ما ....الا أن هذا الصباح شق من فمي ابتسامة ....استغربها من حولي وقد اعتدوا وجومي وقلة كلامي