ما ذنبي؟
بقلم : نصير أحمد الريماوي
ما ذنبي كي توأد عيني؟
ما ذنبي كي يثأر منّي؟
ذنبي يا عالم يحكمه الجن
أني طفل مازلت حديث السن
أنهيت ربيعي الخامس للتو
لأفقد ظلما من عيني الضو
برصاص جنود المحتل
وأنا وأبي والسيارة بنا ترحل
ما ذنبي أنا يا ابناء النَّخَّاسين؟
ألأني أحمل اسم فلسطين؟
ألأني الحارس للأرض والدّين؟
ألأني كالخنجر في خاصرتهم كالسكين؟
كالطير أنا أسبح في هذي الدنيا
أحمل تحت جناحي أقدس قضية
قضية شعب ينشد طعم الحرّية
وسأبقى أنا الخالد خالد*
كشجر النخل الصامد
في الأرض يصدّ الريح كالمارد
وكرجع الأمل الواعد
لم ترى عيني يا مولاي
إلا القليل من دنياي
من قبل أن يطفئوها وحوش البشرية
كي لا تبصر أفعال المحتل الإجرامية
لكن بصيرة قلبي دوما ستظل
وعلى مر الأزمان قوية
وسأبقى في عين المحتل
كالمخرز يدميها لتظل
ينزف منها الدم لغير أجل
وسأصبح بطلا كالسدّ في وجه الفاشية
كالطود يَخرّ له جبابرة طغاة الصهيونية
سأصبح علما للحرّية
يرفرف خفّاقا ويناجي الأمة العربية
سهما يفقأ عيون الطغمة الغجرية
أو سيفا يضرب أعناق جناة البشرية
في زمن الصمت القاهر
صرنا كاللعبة في أيدي الغرب العاهر
في البيت الأسود في واشنطن
وبيوت العهر الأوروبية
ما ذنبي يا عالم يحكمه الأشرار؟
أليس لكم مثلي بنين صغار؟
كالملائكة وأحباب أطهار
تخشون عليهم من ظلم الأقدار
يحرسهم ربّ الكون القهّار
لا يعنيهم مكر وكياسة
وعهر القادة والساسة
لا الحقد ولا الكره ولا الإجرام
ولا ما تفعله أيدي النخاسين الأزلام
ولا التفريق ما بين الأديان
ولا الأبيض والأسود من الألوان
يحيون على ذكرى طفولة قد أُغتصبت
وأرضهم التي منهم زورا سُلبت
لا ينسون ولا يسامحون
وغدا كالشجر سيكبرون
جيلا للحرية يصبحون
____________26/6/2023م
* خالد: هو الطفل ” خالد أكرم ملالحة” البالغ من العمر خمس سنوات، لقد أصاب رصاص جنود الاحتلال عينه اليسرى اثناء وجوده مع والده داخل السيارة قرب قرية”بزاريا” غرب مدينة نابلس مساء يوم23/6/2023م وأطفأت عينه.