لماذا الصمت يا واهم؟
بقلم كواكب بن خميس
-طالما تشاركت في داخلي مع ذلك الشغف المتعلق بإصلاح الذات والتعامل مع الفكر والدفاع عن الدين وقضايا أخرى كثيرة كنت عليها في الماضي -نسختي السابقة يا ماجدة- ، فقط لأجل الوصول إلى أن أرى نفسي مثالياً !
وبعد أن زال ذلك الشغف ، وبردت تلك الرغبة التي كانت مُلحّة في نفسي ، وتعاظم إدراكي للواقع ، وأن المثالية هي أمر زائف ، وأن سلوك المجتمع البائس هو انعكاس عن حقيقته ، وأن الإنسان فانِ ، وأن كل ما نحلم به ما هو سوى بقايا من خيال البشر منذ عصره الطفولي .
بعد كل هذا أدركت أنه لا يوجد شيء في هذه الحياة يستحق التنافس من أجله ، يبدو أنني وصلت إلى مرحلة من الاستغناء لم أعد أبالي بأي شيء ، ربما لم تعد توجد من صفاتي الأثرية سوى الإعتناء بمظهري ، وحتى هذا لم يعد يروق لي ، لكنني أزاوله كَنوع من الإعتياد .
لذا صرت أتفهم حالة “دستويفسكي” حين يصف شعوره بالقول :
– ( ولو أنني أعرف كلمة أعمق من كلمة ( انطفأت ) لقلتها ، أنا لم أشعر من قبل بإنطفاء روحي مثلما أشعر بها الآن ) .
أو ربما صارت الحياة -في نظري- كَحفلة تافهة من حفلات الروائي “ميلان كونديرا” حين يقول :
– ( أدركنا منذ زمن طويل أنه لم يعد بالإمكان قلب هذا العالم ، ولا تغييره إلى الأفضل ، ولا إيقاف جريانه البائس إلى الأمام ، فلم يكن سوى مقاومة وحيدة ممكنة : أن لا نأخذه على محمل الجد ) .