حضور ساحر .. !!
للقهوة وجه لا يدركه إلا من ارتشفها على مهل ..
و تناولها بحنكة .. و خاطبها بحكمة لا تخلو من الجنون ..
و الوجه ليس ما يعرفون .. !!
ليس ما تجلى قبل الرشفة الأولى على السطح .. ليس ما بالعادة يتأملون .. !
إن هم اعتقدوا أنهم عرفوا أسرارها .. جهلوا ..
و إن هم ظنوا أنهم في فنجان حاصروها .. خسروا ..
يضيفون إليها من النكهات و الألوان .. ما لا يزيدها بل تزيده .. و ما لو غاب عنها … لا ينقصها بل ينقصه ..
لأنها تلك المتفردة .. بتفاهم المرارة و اللذة ..
كاحتدام العذاب .. بالرغبة ..
و تمازج اللوعة … بالنشوة …
القهوة .. ملكة تفرض بمحض حضورها سحر الانجذاب ..
.. مسبوقا بمطلق طواعية التسليم ..
تفرض و بكل تمكن ما طاب لها من الأحكام .. بمزج غريب من الاستبداد الرحيم ..
..
و هي .. بما توقظ فينا من الحنين و الذاكرة ..
بما يدوي فينا من النشيد و القصيد و القافية ..
تبقى المستمرة في الغياب .. المبتعدة رغم الاقتراب ..
نظن أننا منها قد نكتفي .. فلا .. و لن يكفينا حضورها المهيب فينا ..
فكلما تهيأ إلينا أننا شارفنا على الاكتفاء ..
أفقدتنا بنزقها الذي نحب .. وهم الارتواء ..
و تأكدنا .. رشفة تلو رشفة .. أننا ما احتويناها في الراحتين .. و لا بين الشفتين .. بقدر ما لملمتنا .. بكل احتواء .. ..
.. تظلين أنت .. قهوتي ..
و تظل قهوتي .. أنت .. و أظل إليك في اشتياق … !! ..