وَحْدي وَليليْ وَكَأْسٌ طَعْمهُا مَلَلٌ
وَطَيْفُ أُنْثى يُواتينيْ فَأَشْتَعِلُ
فَيَسْبَحُ الشَّوقُ كَالمصهورِ في جَسَدي
وَأُرْسِلُ الروحَ في أَعْقابِ مَنْ رَحَلوا
يا زَهْرَةَ الكَونِ إِنِّي لا أَرى أَحَداً
مِنْ بَعْدِ هَجْرِكِ فَالأَضْواءُ لا تَصِلُ
هيَّا أَفيضي عَلى المُشْتاقِ وَانْتَظِري
بَيْنَ الضُّلوعِ لَعَلَّ الشِّعر يَنْهَمِلُ
وَلْتَسْكُبي السِّحْرَ في أَطْرافِ قافِيَتي
وَلْتَكْشِفي النّورَ كَيْما يَذْهَب الخَجَلُ
وَعانقيني إِذا ما النَّوْمُ أَغْرَقَني
وَقَدِميْ البَدرَ حَتّى تَسْقُط القُبَلُ
فَيَكْبُرُ الذَنْبُ في طِيني وَأَجْعَلُهُ
في عُمْقِ جُبٍ بِماءِ الوَصْلِ يَغْتَسِلُ
ثُمَّ اتْرُكيني عَلى الكُثْبانِ أَمْسَحُها
بِراحةِ العَطْفِ لَمّا اشْتَدَّت العِلَلُ
واسْتَقْبِلي النايَ في عَشْرٍ تُداعِبُهُ
بَيْنَ الشِّفاهِ إِلى أَنْ يَنْزِلَ العَسَلُ
لا تَكْسِري الطَيفَ ما لَمْ تَسْكُبِي فَلَقَدْ
يُصيبُ نِصْفِي إِذا أَيْقَظْتِهِ الشَّلَلُ
وَأَثْمِليني لِأَنسَ الْقَدْ أُصِبْتُ بِهِ
مِنْ نَشْرَةِ الذُعْرِ لَمَّا اسْتُذْبِحَ الجَمَلُ
بِيعَتْ فِلسطين وَالأَقْطارُ تَتْبَعُها
بِصَفْقَةِ العُهْرِ والمُحْتَلُ يَحْتَفِلُ
والقَوْمُ في غَيِّهِمْ ما بَيْنَ مُنْقَسِمٍ
وَبَيْنَ مُنْبَطِحٍ يَعْميهمُ الجَدَلُ
لا تُوقِظِينيْ دَعيني فيكِ مُخْتَبِئَاً
فَعَوْدَةُ الفَجْر لا يَبْدو بِها أَمَلُ