يقال : مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة , حقا خطوة تلو الأخرى قد توصلنا الى ما نريده ولكن كيف سنصل حيث النهاية ان كنا في حالة قلق دائم تجاه الأمور , تجاه البدايات وتجاه نقطة الانطلاق .
ذات مرة قرأت حوارا ما بين شاب طموح وشيخ وقور بما معناه ان الشاب يخاطب الشيخ : يا أيها الشيخ أحلم ببناء اسرة .. وانشاء جيل .. اريد أبناء كي اربيهم على طاعة الله ورسوله وخدمة الدين والوطن .. اريد منهم ان يعمروا البلاد ويبدعوا بشتى المجالات فكيف لي ان احقق ذلك ؟ رد عليه الشيخ : تزوج !!
كلمة واحدة فقط (تزوج) تبدو للوهلة الأولى انها استهتار بالاخر وطموحه لكن حقيقة الامر انها الخطوة الأولى والضرورية لتحقيق أحلام وطموحات الشاب ومن غيرهذه الخطوة الأولى فلن يصل الى النهاية.
معظمنا يا رفاق يخشى البدء .. يضع صعوبة الأشياء نصب عينيه قبل الخوض فيها .. يخشى التعثر قبل أن يحصل .. لا ألغي دور الظروف التي لا يؤمن بها البعض او يؤمنون بها بشدة .. لا الغيها ولكني أشير الى ضرورة التغلب عليها قدر المستطاع .. علينا ان لا نتردد فأكبر ما قد يحدث هو أن لا ننجح .. وما المانع أن نقول لقد جربنا هذا ولم ننجح به .. فأن تندم عزيزي على شيء فعلته خير الف مرة من أن تندم على أنك لم تفعل .
ذات مرة قامت مذيعة ما باجراء لقاء صحفي مع مليونير .. فقالت له : كيف صنعت ثروتك ؟ فقام المليونير حينها باعطاء شك فارغ للمذيعة وقال لها اكتبي المبلغ الذي تريدينه .. فما كان منها الا الرفض والقول : لم اسألك كي تجاوبني هكذا .. وعرضت عليه السؤال مجددا فكان منه ردة الفعل ذاتها .. فعادت وقالت له : عفوا أستاذ لم اسألك من اجل المال .. فكان رده لقد صنعت ثروتي بأنني لم اضيع الفرص وكنت أجرب .. ولو كنت مكانك لكتبت مبلغ كبير بالشك .
انها حكمة أخرى جاءت على لسانه : بأن نجرب ونستغل الفرص .. فقد تكون فرصة ما هي بمثابة الخطوة الأولى .
هي دعوة مني اليك .. أن تبحر نحو ما تريد .. صدقني عزيزي القارئ تحقيق أحلامك لن يأتيك على طبق من ذهب .. ان السعي نحو ما تريد هو الجسر الصادق من أجل الإنجاز .. وثق جيدا أن الله لم يضع حلما أو فكرة ببالك الا ليحققها لك وعلى اقل تقدير سوف ييسر لك الظروف كي تحققها .. فلا تقف مكتوف الايدي .. خذ الخطوة الأولى ولا تتردد !!