كنْ أنتَ أنتْ – عبدالكريم ابوالشيح
كنْ أنتَ أنتْ:
كنْ مثلَ نبيّْ
أرّقهُ في الجسدِ المتماهي بالروحْ
جرحٌ بشريّْ
إنْ أثقلَهُ آناء الليلِ نزيفُ النايْ
هدهدهُ
بالتهليلِ وبالتسبيحِ
وأسكتَهُ
بهديلِ الشيخ الصوفيّْ
كنْ مثلَ نبيّْ
يستسلمُ للحُلمِ إذا ما
طافتْ فيهِ قواريرُ الحلمِ وراحتْ
تخصفُ فوق مفاتنها
أوراقَ الوردِ الجوريّْ
وتُزيّنُ بالرقصِ وسادتَهُ
فيضمِّدُ إذ يصحو جرحَ قواريرِ الليلِ
بوِرْدٍ عُلْوِيّْ
أو كنْ مثلَ الصعلوك إذا
أرّقهُ في الروح المتمرّدِ والمتلبّسِ بالجسدِ الطاغي
خيطٌ نبويّْ
وأفاض عليه من التأنيب بما أثقلهُ وأقضّ عليهِ مضاجعَهُ
يحتالُ عليهِ بما يرضيه ويسكتُهُ
بفيوضِ الندمِ الليليّْ
فيروحُ ينادمُ أرواحَ الشعراءِ ويطربهُ
ما جادَ به صاحبُهُ الرَّنديّْ :
(أطالَ ليليَ الكَمَدُ….فالدهرُ ليلٌ سرمدُ
ارقدْ هنيئاً إنّني…….لا أستطيعُ أرقدُ)
كن مثل الصعلوكِ إذا
غالى في الشطحِ قليلاً ورأى
آخَرَه قد سار على الماءِ
هوى
ودعا كي ينقذَهُ:
(يا شادي الألحانْ…هاتِ واطربنا
واطربْ مْن في الحانْ….آهِ واسكرنا)
تلاها ثمّ غفا ….فرأى في مرآة الحلم ملامحَهُ
قد عادتْ للوجهِ البشريّْ.
كنْ أنتَ أنتْ – عبدالكريم ابوالشيح