كنت تنتظر نفسك – أمنة فاضل
كنت تنتظر نفسك حتى تصلَ إلى ما وصلت إليه حيث لا لهفة للقاء ولا شغف لوصول، ولا حنين ولا انتظار .
فمابالك الآن؟ وجمت تفكر في ما آلت إليه نفسك وكأنه ماعادت تعجبك تلك الحالة ،ألست من كنت تقضي الليل ساهرا ملتاعا؟؟، ألست من كنت تحسب للموقف بل للكلمة ألف حساب؟؟ ألست من كنت توجع ضميرك وتبرحه ضربا اذا ما زل لسانك بكلمة صغيرة ؟؟ألست من كنت تبكي وتلح كيف السبيل إلى النجاة؟؟ وها قد نجوت.
فلماذا تحزن على نفسك الآن رغم تبلدك وعدم اكتراثك؟ أعرفُ جيدا ،لأنك ببساطة فقدت المشاعر الجميلة، (فذهبت مع الريح) ولن تعود أدراجها كما كانت تفعل من ذي قبل.
ومايدريك؟؟؟لعلها تعود !!
لا أظن فقد كانت هناك بوادر تدل على العودة، حنين قلبك كلما تذكرتهم، و دموع عينيك إذا ما لاح طيفهم أمامك، ورجفة يديك إذا شعرت بامتداد أيديهم نحوك، ثم تلعثم حروفك، ونسيانها إذا ما تحدثت إليهم.
الآن ماعادت أي بادرة تلوح في الأفق،إن لاح طيفهم صرفناه وإن حنّ القلب حاكمناه، وإن همت الدموع بالنزول زجرناها. والأيادي ثابتة وكأنها في قبضتي مصارع، والعيون ماعادت تلتمع عند سماع ذكرهم.
قلت لي :
هانت عليك نفسك عندما فقدت إحساسها.فقد مرت عليها سنوات عجاف، دون السنابل الخضر .تعلمت فيها كيف تتأقلم مع الفاقة والضنك. بالكاد حصلت على رمق، وعندما دبّت في أوصالك الحياة فقدت إحساسك بها، وهيهات يعود.
لماذا تصرون على لوم أنفسكم لتبدلها؟؟ وتوجهون أصابع الاتهام لغيركم لتغيرهم؟؟ربما لستم أنتم السبب ، ولكن:
وراء كل انطفاءة، كان هناك مواقف تراكمت فوق بعضها، وجروح لم تعالج، ومنها ما كان علاجه خطأ.
ووراء كل حزن، فقد كبير، وشيء دفين، لا تستطيع الإفصاح عنه. ووراء كل تذبذب وتمايل وتقهقر، ريح هوجاء تضرب كل ما أمامها لا تميّز الغث من السمين. ووراء كل عتمة أحد ما لم يحسن إشعال الأنوار، أو لم يستطع حتى إصلاح الأعطال.
كنت تنتظر نفسك – أمنة
a.f (آمنةفاضل)