كم مرة رضينا كي نعيش ، وما عشنا راضيين. ترفع أصابع الاتهام إليك: أنت من فعلت بنفسك كل هذا ؛ صمتك أولا راضيا.ثم صمتك استسلاما فلا تغيير .ليس فشلا منك إنما منهم..ثم صمتك سلاما وباحثا عن الهدنة الطويلة.
أردت استقرارا وثباتا..فنلت تأرجحا واهتزازا. لم يبق في عمرك بقية لتحارب من أجل سعادتك التي فقدتها منذ زمن طويل. وها أنت تفقد المزيد من الفرح والشخوص كلما تقدم بك العمر.
تنظر إلى الخلف وقد بانت تلك العقبات ككثبان رملية صغيرة بعد أن كانت جبالا شاهقة.هل تكسرت بفعل الصبر لهذه الدرجة؟؟ أم أن الرضى هو من جعلك تراها بهذه الضآلة؟؟ ربما فات عليها الوقت الكثير فتغيرت بفعل عوامل التعرية. وربما الآن تحديدا عدم اكتراثك بها أصلا هو الذي جعلك لا تراها بحجمها الحقيقي.
أصبحت اكثر اهتماما بالاشياء الآنية البسيطة التي تجر إليك السعادة ولو حينها فتراها عظيمة.
لم يعد الأشخاص في دائرتك،كلهم خارجها .وأنت وحدك تدور في محيطها .قد تمشي نحو المركز نصف قطر ثم تعود إلى مكانك وقد تكمل المسير الى الناحية الأخرى فتقطع قطرا كاملا لتجد نفسك عدت إلى ناحية أخرى على نفس الدائرة لتدور وتدور .لا مجال لزاوية تختبئ فيها ،إنما مسافات عطشى تقطعها لتعود إلى حيث بدأت
كم مرة رضينا كي نعيش – أمنة فاضل