كل من يُحَمّل فوق طاقته يسقط – مما أعجبني

كل من يُحَمّل فوق طاقته يسقط ” سواءً من الناس أو الدواب أو الجماد “

والدليل على ذلك البغل الذي يجر الطنبر في روايةالشيخ علي الطنطاوي رحمه الله كل من يُحَمّل فوق طاقته يسقط - مما أعجبنيوماشاهده من طنبر المهاجرين المُمتلىء بمادة المازوت أكثر بكثير مما يستطيع أن يجره ذلك البغل الضعيف والهزيل ، الذي وقف وحَرَنَ بنصف الطريق ، وصاحبه يشد برسنه ويصرخ به ويشتمه ليحضه على السير ..
البغل المسكين لايستطيع الحراك فجُن جنون الطنبرجي وهو يشتمه ويلعن أباه ويسب حتى دينه ، ثم نزل به ضرباً بسوطه على ظهره ورأسه وكل أعضاء جسده ، لايبالي أين تكون الضربة وكيف وكم تأكل من لحمه..

الحيوان المسكين يتلفت يمنة ويسرة يحاول أن يتفلت من تلك القيود فلا يستطيع ،أخيراً تناول الطنبرجي حجراً فضرب رأس البغل فأغمي عليه ، وسقط على الأرض ليسيل دمه  مع مايحمل من الوقود .

عندها صار الطنبرجي يضرب بنفسه ويشتم حاله ويشق ثيابه على خسارة كل مايملك !!.

هذا الطنبرجي الأحمق،  دون إدراك منه  كان يزيد البغل ضعفاً وألماً وإحباط ، وأن السبيل لجعله يمشي ويجر طنبره هو التخفيف عنه وإطعامه وإراحته ليتقوى ، لا ضربه و إيذاؤه وتجويعه .

كل من يُحَمّل فوق طاقته يسقط - مما أعجبني

كل من يُحَمّل فوق طاقته يسقط – مما أعجبني

عن Abdulrahman AlRimawi

شاهد أيضاً

رسالة معلمة إلى المجتمع المحلي – د. نجاح القرعان

رسالة معلمة إلى المجتمع المحلي بقلم الدكتورة نجاح القرعان نحلة واحدة لا تجني العسل، والمدرسة وحدها لا تحقق الهدف بخاصة إذا تعلقت الأهداف المأمولة بمحور العملية التعلمية ( الطالب) .

%d مدونون معجبون بهذه: