في الدرج الاخير

بعدَ رحيلي ..

ستجدوا في دُرجي الأخير مُدَوَنةٌ

دّونتُ فيها سُلّم الأولويات

وعصارة القلب في مدادٍ أجهدني

گ فلّاحٍ ..

أباحت لهُ الأرض عفَويتّها

فأبى أن يَفُضَّ بِكارتها

وعلى طُهرٍ ..

إفترَشَ مِنديل زّوادته

أطلقَ عنان شَهيته

رغيفان من الخُبزِ الأسمر

يُعيدان ساعة الصِّفر

والذكريات الصفاء ..

للوراء

وفراشة تنقلُ أسرار الأزهار

بِكُلِّ هدوء وخفاء

أوقدَ ناراً من جُّثةِ صنوبرتين

أعدَّ كوب الشاي

ودّقَّ بين حجرين شيئاً من الهال

وراحَ يُرَدِّدُ مع جوقةِ العزفِ …

خفيف الأغنيات

غالَبَهُ نُعاس الأبدية .. 

في خرير الماء

وجاء الحُلم زائراً

يُعاتِبُ نبضاً .. 

استنفذَ طاقتهُ القُصوى

ويُقرِؤه السلام

قائلاً : ….

أين زيتكَ الثقيل ؟

وكيفَ تناقَصَ فتيلُگ المُضيء ؟!

أجبتُ ..

أنزَلَهُ طوعاً

حين استَدَلَّ طريقهم ..

الصّحب والأنام !!

هُنا …

السماء صافيةٌ

گ مِرآةٍ تعكِسُ وجه الروح ..

طائراً جارحاً

غادرتهُ أُمهُ في معركةِ الوجود

بين زغب الدلال ..

واكتمال ريش الفطام

صَرَعتها قسوة الرّيح .

.وصراع البقاء

وتركتهُ لِذات الظرف ..

واختلاف الحالة

مسألةٌ نسبيةٌ هي الأقدار

كما الأمنيات

كم هي جميلة وساحرة ..تلك الجوارح

لولا التوازن الضروري الذي شّرَّعَتهُ السماء ..

في غريزة الافتراس

إذ لا بُدّ في كل شيء ..

من جِناسٍ وطِباق
سِربٌ من الغمامِ ..

هو المجاز الآن

في اليمامِ ..

وفُرادى من لطيف الكائنات

لِيكتمل الطِّباق بذاتِ المِرآة

بينما ..

يعلو الباشقُ شاحِذاً مخلبيه

لا كُحل يُقّوي ناظريه ..

في صدر الفضاء !
إذ ذاگ ..

تأخذ الروح قراراً

لاجتياز حاجز الشيء

لِتُثبِت ..

أنه مجاز أو جِناس اللاشيء

وتنزع قميصُها الشيء عن جسدِ اللامرئي ..

كما اللاشيء 

هُنا يكمُن اللغز والمعنى

أو السِّر وما أفضى
أخيراً ..

يكتملُ المشهدُ ناقصاً !؟

إذ يقفُ الحُلم ..

على شاهِدةِ الأمنيات

يقرأ الخُلود والضُّحى ..

بعد فاتحة الكِتاب

تِباعاً لِهبوطِ الرّوح قبل معادُها

لِتنعى ذاتها ..

بِطُهرِ القصد والنّيات

وتحظى بتأبين الخِلّ والأحباب

فلا وصيّة لي 

إنما قد كانَ في الجيبِ ..

بقيّة بذور وبعض حبيبات

ربيعُها القادم ..

على بُعدِ شِتاء
هُنا بيت القصيد ..

تَرَكْتُهُ في الدُّرجِ الأخير

صدرٌ عامِرٌ ..

وعجزٌ قدَريٌ قاهِرٌ

لا يد لي فيه

لا يد لي فيه

سِوى أنّهُ ..

فاضَ من محبرتي في أبيات
                                                     # إسحاق عثمان…………………………………………..

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

نساء القبيلة 2 - أماني حموي

نساء القبيلة 2 – أماني حموي

نساء القبيلة 2 نعم... انا من يقفل باب القصيده السعيده.. بتنهيده.. وافتح باب الحزن على مصراعيه... ادوس الألم كما يدوسني... ولما لا اثقب السفينة.... هكذا ولدتني امي... ارضعتني من نهد العتب حد التعب.. دوما هناك ثقب ما... لم أكن يوما للبقاء سبب... لم أكن وتد..

%d bloggers like this: