فلنتقارب بالمحبة و بالتقبل .. د.جيهان الشهابي

 

التقبل تربية للنفس .. ترويض لل ( أنا ) ..
.. تهذيب للفكر و صقل لوجه الروح …
.. و التقبل لا يتأتى إلا حين يُدرَك أن ما من أحد سيبلغ الكمال مهما بدا أنه اكتمل ..
و ما من أحد سيملك كل المعرفة مهما بدا أنه من العبقرية و العلم امتلك …
… و أنه سيبقى .. عنصرا ضمن منظومة استمرارية التعلم
و التطور …

التقبل .. إمعان في فنون التصالح مع المتغيرات و النقائض التي خُلقت عليها الحياة ..
و تعبير عن إيمان بالحكمة الربانية المخفية وراء أن نختلف .. و يقين بأن التقارب لا التباعد .. هو السبيل الى الاندماج دون أن نتماهى في بعضنا البعض .. فنتلاشى و نضمحل ..
نتقارب .. بحيث يسكب الواحد منا أجمل ما عنده ليملأ في الآخر فراغه الموحش … أن يعطيه مما به تميز و تفرّد ..
فيُعطى و بكل تلقائية ما هو إليه افتقد … !!

الاختلاف .. تلك الحكمة الربانية ..
الاختلاف في طباع الاوقات .. في خصال الشهور ..
الاختلاف في ملامح النفوس اختلاف قسمات الوجوه …
ما من ربيع يأتي دون فضل الشتاء ..
و ما من شتاء إلا و يدرك كيف تتهيأ الحياة لقدومه .. مرورا باعتدال الخريف في الصفات ..

نحن و الفصول و الشهور واحد ..نحن ككل ما في الكون من أشياء …
كباقة أزهار .. كحديقة غناء .. أو كفراشات مختلفة الألوان ..

ما أحوجنا إلى أن نتواضع .. لنتقبل ..
و إلى أن ندنو و أن نقترب … ..
لنتمتع بالسحر في التكامل .. في تبادل الهدايا و الهبات ..
و لننعم بالرضا .. بالمحبة … بعد الالتقاء ..
… التقاء المتغيرات .. في توازن و في انسجام …

المزيد من اعمالها 

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

ندامة الكسعي - مما اعجبني

مت أنا وعاش أخي – مما أعجبني

مت أنا وعاش أخي ..من الأدب الإسباني ..يعتبر الكاتب الإسباني رافاييل نوبوا من أشهر الروائيين الاسبان، أحب الأدب والرواية منذ صغره

%d bloggers like this: