فلسطينْ اسمُها المُخمَلِيُّ يؤدِيني حُباً – ريم الكيالي

فلسطينْ اسمُها المُخمَلِيُّ

           فلسطينْ اسمُها المُخمَلِيُّ يؤدِيني حُباً لأقاسِمُها السردَ على عاتقِ العاشِقينْ ، و أجمَعَنِي بِها على هامشِ نداءٍ و وَصيَّة ، أهمِي لأخطِفَ مِن عِطرها أكسِجيني المُعَتَّقِ بشَهيقٍ يليقُ بِحجمِ الأنينْ .. حُبُّهَا قُبلَةٌ دافِئُة تَنطَبِعُ على خَدِيَّ بِخَجَلٍ خبأتهُ في تَرُدُدِي ، و أنا أحِيِّ من بَعيدٍ خافِقَها و أنشِدَ ما تبيَّنَ ناصِعاً على سَطرِ أغنيَتُها في أبجَديَّتِيْ ، أغزِلُ مِن عينيَّ فراشَتينِ ، و ألاحِقَ طَيفِ أطفالَها و ظِلالِ الجَّدِ الغافِيْ تحتَ غصنٍ التينِ ، أدورُ حولَها لا تِحدُّ رِفعَتِيْ سَماءْ .. و أختطِفُ مِن الملائِكَةِ رؤى أثقَل من أجنِحَتهِمْ ..

الأحمَرُ القاتِمُّ يَنهَزِمُ أمامَ مرايايْ ، يوَّتِرُ نبضِيْ .. و السِياجُ المزنجَرُ بالنارِ يُخيفُني .. ، يؤرقُ حُلمِيْ بالربيعِ .. يَجرَحُني الحُزنُ بأمرِ غُربَةٍ ، أبكِيْ .. فمنذُ ناديتُ فيكم لعُرسِيْ ؛ لم يُجبني الحنينْ !
في خافِقِي انحناءٌ مُتأزِمٌ ، يصرخُ قُربَ الهمسِ و يُمارِسُ الجُنونُ ليغتالَنِيْ بأمر غارَة ! و يدايْ تُعانِيْ مِن خَطبٍ كأنَّ العصبَ مُتخَثِرٌ ، يوَدُّ لَو يَفُكَ الشريانِ المُعقَدِ قَبلَ أن ينفجِرَ ؛ أخضَرْ ..! ، يَخطِفُني المَشهَدْ ، و أكتبُ بأصابِعيْ المُتبقيَّة على بابِ اللجُوءِ ؛ ” يوماً مَا .. سأعودْ “.

أوَدُّ احتباسَ الصَدى فِي كَفِي و أنغَلِقْ ، أنكمشُ قُربَ الروايَةِ كَي أسمَع توثيقَ التاريخِ الذِي لم يُنصِف عُمرِيْ ، أوَدُّ لَو تتفتَّحُ خلفَ أذنِي وردَةٌ بَنفسَجِيَةٌ من زُخرفَةٍ حيَّةٍ لا سكونْ .. أمَسِّدُ لِتفتُحَها تَرنيمَةً و أسألُ ربَّ الوُرُودِ ؛ ابدَعتها في أرضِنَا جَنَّةً ، جَسِّدها في رُؤانا.. ، و يا رَبّ سَلِّمْ زَيتونَ بَساتيننا ، اجمَع أضلاعنا المُطفأة ، كحِّل بالفَرحِ عُيونَ طِفلَتنا .. قُلْ لِسِلمنا ؛ كُن فَيكونْ . “

فلسطينْ اسمُها المُخمَلِيُّ

#حصاد_الورد
#نصوص_في_الشتات_الفلسطيني
#ريم_الكيالي

عن abdulrahman alrimawi_wp

شاهد أيضاً

ناداني بكل قوته هذه المرة – أمنة فاضل

ناداني بكل قوته هذه المرة؛ فقد همس لي طويلاً في فتراتٍ سابقةٍ، ولم أسمعه. طالما ربطتني به علاقةٌ وطيدةٌ آنفًا؛ فكنتُ أشكو له ما يضيق بي، وكنتُ أسهرُ معه. كان يلفتني دون جهدٍ منه

%d مدونون معجبون بهذه: