عندما تشاء الأقدار .يتوارى الادعاء بالتفكير والتخطيط بعيدا …خلف الامكان وعدمه ..وهكذا بغمضة عين.. أمسيت ببيتي بتركيا فأصبحت ببيت اخر بالمغرب العربي …وقد كان هذا تزامنا مع الحرب المستعرة على شعبنا الفلسطيني…لذا قد حللت عن نفسي كل ما قد يكبلها من تعلق أو تملك ….وبهذا الخضوع التام للمشيئة الربانية ….تعاملت مع الوضع الجديد بخبرة الرحاله المتنقل والمعرفة المسبقة للبيئات المشابهة التي عشتها ….مصطحبة معي بعض الأدوات والنكهات التي توقعت عدم وجودها ….الا أن الواقع كان أكثر تعقيدا …فبعض المواد كانت شبه مفقودة وليس لها أثر في هذه المدينه …لأنهم ببساطه لا تدخل في أكلاتهم ولا في ذاكرتهم ….حتى ظهر لنا الحاج ابا معروف ….السوري الاصل ليخبرنا بما خبر عن المدينه التي يسكنها اكثر من تلاثين عام …وبسذاجة الجهلاء أساله عما أبحث ..من خبز وبرغل وطحينه ووووو…فيرمقني بنظرة استخفاف ويطالبني بانتظار زوجته المسافرة حتى تأتي وتعلمني ….ابتسمت مغتاظة ….وقلت لنفسي من هي أم معروف حتى تعلمني ….ففتحت المواقع الموثوقه وتعلمت طرق التصنيع والتخثير ووضعت كل معرفتي ووقتي بالتخليل والترويب وانشأت خزانة مونه مفتخرة ..بانتظار زيارة ام معروف هذه … محضرةبعض الحلويات التقليديه والمعجنات
وبترحيب منهاو مني كان لقائنا ..وأمام حجمها المكتنز المدور ..جلست بتواضع المتعلم لشيخه ….ورحت أحدثها عن انجازتي …. وما حققته ……لتبتسم ابتسامه خبيثة ….وترد علي ..عذبتي نفسك ياحبيبتي ….فمنذ عشرين عاما في
كل يوم أربعاء يأتينا (حكيم كازا ) وكلمة كازا اختصارا لمدينة كازابلانا ا(الدار البيضاء )غيجلب لنا الخبز والجبن وورق العنب والزعتر وووو ….وكل ما نحتاجه فهنا عائلات لبنانية وسوريه وفلسطينيه يدور عليهم ويزودهم بما يحتاجونه …وسأعطيه عنوانكم ….ومن يومها يأتينا (حكيم كازا)مناديا من الاسفل حتى ننزل شئنا أم أبينا .. ونأتي بما نحتاجه ….الا أن تساؤلا ضاغطا على أفكاري الى الآن ….وهو …هل أبا معروف حاول خداعي …بما ادعاه عن خوارق ام معروف وتسميته لها بالعميده تعظيما …أم ان معروف هي من تخدع أبا معروف وتشتري جاهزا كل ماتدعي صنعه …..ام أن الخداع سياسة يتخذها العالم بأسره للتلاعب بعقول الاخرين ومصائرهم …
فاطمة شريح