تعودنا على العولمة وحضارة الكماليات صرنا جزءا منها؛ ومع أن البعض من أجيال ما قبل التسعينات كانوا شهوداً على هذه القفزة الحضارية التي طالت الريف كما المدينة.
عالم جديد / عاتكة العمري
عبدالرحمن ريماوي
21 أبريل، 2020
قراء
540 Views
تعودنا على العولمة وحضارة الكماليات صرنا جزءا منها؛ ومع أن البعض من أجيال ما قبل التسعينات كانوا شهوداً على هذه القفزة الحضارية التي طالت الريف كما المدينة.
قبل عقود كنا جميعاً جزءاً من ثقافة فيها بقية من قيمة العمل الحرفي والزراعي وأركز على الزراعي لتوفر المساحات الزراعية الخصبة التي تطعمنا القمح شمالاً والثروة الحيوانية والتي لاتقل أهمية عن الزراعة واشتهرت بها البادية شرقاً وجنوباً ولم نعدم الحرف والتجارة بما يغطي حاجة المواطنين حيث موقعنا الاستراتيجي في طرق التجارة براً وبحراً، الشاهد أن شعوبنا كانت تأكل مما تزرع ينتظر المزارع غلة موسمه ليوسع على أهله.
لم يدم هذا الحال لأهله فقد جرفنا تيار الحضارة المادية وتم الغزو الجديد واستقرت ثقافة الاستهلاك في بيوتنا ثقافة كونية جعلت الجميع يعيش عالة على الشركات العالمية العابرة للقارات.
الآن صار علينا تغيير الكثير من الأنماط الحياتية التي تعودنا عليها ففي ظل الظرف الراهن على الجميع أن يستوعب أننا نسير نحو منظومة عالمية اقتصادية مختلفة كما يوضح خبراء الاقتصاد وهذا سيؤثر على كل مرافق المدنية والحياة المتحضرة التي عرفناها سابقاً
. كانت البداية مع الوباء وظروف التباعد والسلامة التي فرضها علينا ومازال يفرضها لننتقل بعدها لظروفنا المعيشية والحياتية الجديدة وجميعها مرتبطة ببعضها.
يصر النّاس على المساومة على توفير جميع الخدمات الحياتية وعودتها كماكانت قبل الجائحة، أصبح هذا وبالنظر للأوضاع العالمية سقفاً مرتفعاً جداً للطلب.
وعلى الجميع التوقف والتحلي بالصبر والتحول قليلاً عن نمط الاستهلاك الذي علقنا فيه زمناً.
نحن غارقون كثيراً في هذه الثقافة الاستهلاكية وعلينا أن ننظر كثيراً للخروج منها والتمرد عليها وذلك حتى نستطيع التخفيف من الأعراض الانسحابية التي قد تصيبنا نتيجة لهذا التحول الذي يؤثر وبقوة وفي أدق تفاصيل الحياة داخل بيوتنا الصغيرة والكبيرة…….
علينا إن كنا نياماً أن نفيق وأن كنا مغيبين أن نصحصح،
والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين:
أسعد الله أوقاتكم.
Read more
Like this:
Like Loading...
Related
Check Also
مت أنا وعاش أخي ..من الأدب الإسباني ..يعتبر الكاتب الإسباني رافاييل نوبوا من أشهر الروائيين الاسبان، أحب الأدب والرواية منذ صغره