” عادلُ ” الآمال .. الشاعرة اسراء حيدر

في رثاء زوج خالتي الذي كان بمثابة الأب لي
معالي عادل عبدالمهدي الشمايلة ” أبو فادي ” :

 

أَزِفَ الرَّحيلُ وَغيضَتِ الأَحْلامُ
هذي الْحَياةُ تَؤُمُّها الآلامُ

عَبَثاً أُنادي، وَالظَّلامُ مُخاتِلٌ
ذَهَبَ الْحَبيبُ، فلا حَياةَ تُقامُ

إِنِّي نَقَشْتُ الْحَرْفَ مِنْ جَمْرِ الْهَوى
فَرَوى جَفافاً في الْوَتينِ غَرامُ

وَأُسائِلُ الأَوْقاتَ عَنْ زَمَنٍ مَضى
هَلاَّ يَؤوبُ؟!! عَسى يَجودُ غَمامُ

ذاتَ انْطِفاءٍ لِلْمَساءِ يَجيئُنا
مَلَكٌ مُنيرٌ.. ثَغْرُهُ بَسَّامُ

هُوَ ” عادِلُ ” الْمَنْثورُ عِطْراً، كُلَّما
باحَ الْحَنينُ تَزَيَّنَتْ أَيّامُ

تَهْفو النُّفوسُ إِلَيْهِ شَوْقاً
يا ” عادِلَ ” الآمالِ طالَ مُقامُ

قَدْ كُنْتَ في كُلِّ الْمَجالِسِ سَيِّداً
يا طَيِّباً مِنِّي إِلَيْكَ سَلامُ

أَنْتَ الْخَؤولُ فَكُنْتَ صَدْراً حانِياً
قُلْ لي بِرَبِّكَ هَلْ يَزولُ ظَلامُ

طوبى لِمَنْ لِلطِّيبِ كانَ رَسولَهُ
هُوَ والِدٌ.. وُصِلَتْ بِهِ أَرْحامُ

مُتَثاقِلاً حَلَّ الصَّباحُ.. مُعاتِباً
لِغِيابِ نَجْمِكَ نُكِّسَتْ أَعْلامُ

في هَسْهَساتِ الرِّيحِ رَجْعٌ لِلصَّدى
قَدْ شاقَ قَلْبي في الْغِيابِ ضِرامُ

أَوَّاهُ مِنْ وَجَعٍ يَضِنُّ وَيَنْثَني
عَجَباً رَأَيْتُ.. وَفي الْعُيونِ أُوامُ

ثِقْ بِالإِلهِ فَإِنَّ أَمْرَهُ نافِذٌ
وَاحْذَرْ بِيَوْمٍ تُرْفَعُ الأَقْلامُ

فَازْهَدْ بِدُنْياكَ الْغَرورَةِ إِنَّها
لَذَميمَةٌ، وَعِ.. جُلُّها آثامُ

وَارْبَاْ بِعُمْرِكَ مِنْ مُجونٍ، وَاتَّعِظْ
كَمْ ظالِمٍ قَدْ غابَ عَنْهُ زِمامُ

يا بانِياً في الْوَهْمِ آمالاً فَلا
تَأْمَلْ، فَحَتْماً إِنَّها أَوْهامُ

إِنَّا بِهذي الأَرْضِ زُوَّارٌ لَها
دامَ المَكانُ وَأَهْلُهُ ما داموا

إسراء حيدر محمود

المزيد من اعمالها

عن عبدالرحمن ريماوي

شاهد أيضاً

صرخة الإيمان ونور العودة – منال اليماني

صرخة الإيمان ونور العودة / بقلم منال اليماني يا أمةَ الحقِّ هل من عودةٍ تُرتجى فالنورُ يُطفَأُ إن طالَتْ سُجُفُ الدُّجى نامتْ عيونٌ على لهوٍ وزخرفِها ونسوا كتابًا به قد أشرقتْ سُبُلا هذي القلوبُ غدتْ في الغفلةِ اتَّحدتْ حتى تفرّقَ عنها العزُّ والظَّفَرا

%d مدونون معجبون بهذه: